عقبات ماثلة أمام وقف الحرب في ليبيا.. ومحاولات دولية مستمرة لتحقيق السلام
لا زالت الأوضاع في ليبيا معقدة للغاية خاصة فيما يتعلق بالحرب في العاصمة طرابلس، إذ أن العديد من الكيانات المسلحة المختلفة باتت تتواجد في العاصمة الأمر الذي يجعل من الهدوء في طرابلس أمراً بالغ التعقيد في الوقت الراهن .
مناطق نفوذ
ويرى بعض الخبراء السياسيين بأن الحرب في ليبيا وتحديداً في العاصمة طرابلس عملت على إيجاد مناطق نفوذ لأفراد وكيانات مختلفة لم تكن تتحصل عليها من قبل، ما يعني بأن الحصول على مزيد من المكاسب بات هو العنوان الأبرز لهذه الكيانات .
من جانب آخر فإن العديد من الأصوات الدولية قد ارتفت مؤخراً من أجل وقف الحرب في ليبيا لا سيما وأن الأزمة الليبية أصبحت تتأزم يوماً بعد الآخر، وذلك في ظل المصالح المتضاربة التي أوجدهها التدخل الأجنبي الداعم لحفتر من جهة، والداعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية من جانب آخر .
شروط بالغة التعقيد
وهنا أصوات في البلاد تطالب بضرورة نزع وتفكيك الميليشيات المتفلتة في البلاد، بجانب تسليم أسلحتها لمؤسسات الدولة، والإسراع بإخراج المقاتلين الأجانب، كبادرة لبدء التفاوض، والدخول في عملية سياسية بين الطرفين في أقرب وقت ممكن .
وفي جانب آخر فإن مثل هذه الشروط للمواطنين الذين عاشوا في العاصمة تعتبر بالغة التعقيد لا سيما وأنهم يرون بأن السلاح هو الذي ثبَّت أركان سلطة طرابلس منذ دخول فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، إلى قاعد «أبو ستة» البحرية نهاية عام 2015؛ وأن السلطة هي التي باتت الآن تحمي السلاح، وتوزعه على الميليشيات خلال حرب العاصمة، وما بعدها .
حماية السلاح من قبل السلطة
كما أن السلاح الدولي المتدفق على العاصمة، زاد من تعقيد الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ رحيل النظام السابق، حيث أصبحت الميليشيات الكبيرة الآن صاحبة الحظوة، بعد أن أبلت جيداً في معارك طرابلس، وأصبح أفرادها يستحوذون على الدبابات والمجنزرات والسيارات حاملة المدافع الحديثة، والسيارات ذات الدفع الرباعي .
كما أن السلاح المنتشر في ليبيا بات محمياً من طرف السلطة الحاكمة، وبعض القبائل أيضاً، وأصبح كنوع من المكتسبات، وبالتالي نجد أنه من الصعب التخلي عنه؛ بل من المستحيل على الأقل في المنظور القريب، لا سيما وأن جانباً كبيراً منه نُقل إلى محاور الاقتتال استعداداً لمعركة سرت المرتقبة في الفتة المقبلة .
وتتوالى العديد من التقارير الإقليمية والأميركية التي تتحدث عن نقل تركيا لآلاف المقاتلين الأجانب إلى طرابلس، والدفع بهم إلى جبهات القتال في الحب في ليبيا يأتي ذلك في الوقت الذي تتمسك فيه الأطراف الدولية بأهمية إخراج «القوات الأجنبية» من ليبيا .