عقب إعلان تشكيل حكومته.. الكاظمي أمام ضغوطات الإصلاح
عقب إعلان اكتمال كابينته الوزارية مساء أمس الأربعاء لا شك أن رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي أمام تحدي حقيقي فيما يتعلق بكسب ود الشارع العراقي خلال الفترة المقبلة .
ظروف معقدة
وتقف العديد من الظروف أمام الكاظمي في الوقت الراهن ربما أبرزها وباء كورونا في البلاد، وهو الأمر الذي يعني بأن الشوارع حتى الآن لا يوجد بها متظاهرون، ما يعني بأن الرجل عليه أن يعمل خلال هذه الفترة بأقصى طاقة ممكنة حتي يكسب ود الشارع .
ويرى العديد من ربان السياسية في العراق بأن الرجل عليه ان يعمل بكل جد خلال هذه الفترة كي يقوم بوجود حلول حقيقية وفعالة لمعظم الأزمات التي تواجه البلاد في الوقت الراهن، ويرى آخرن بأن الفترة سوف تكون ضيقة على الرجل، فقط يجب أن يمنح الوقت حتى يعمل بشكل مميز .
وكان الكاظمي قد أكد أمس على أنه بصدد عرض كابينته على البرلمان قريباً، وذلك بعد أقل من أسبوع واحد على توليه رسمياً مهمة تشكيل الحكومة العراقية، إثر اتفاق سياسي أبرمه زعماء الكتل الرئيسة في البرلمان، بعد إزاحة عدنان الزرفي بسبب تحفظ قوى سياسية مقربة من إيران على تكليفه .
حراك سياسي كبير
ويأتي ذلك بالتزامن مع حراك واسع يجري في البلاد من قبل زعامات سياسية مقرّبة من فصائل مسلّحة، حيث يهدف الحراط لوقف تصعيد خطابها المناهض للكاظمي الذي وصفته في وقت سابق من هذا الأسبوع بـ”المشبوه”، وأنه “جزء من مؤامرة أميركية” .
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن الكاظمي قوله إن “أسماء أعضاء الكابينة الحكومية أصبحت جاهزة، وأنا بصدد التفاوض مع الكتل السياسية بشأن ذلك من أجل تمريرها داخل قبة البرلمان بأسرع وقت ممكن، حتى أتمكن من بدء العمل طبقاً للأولويات الضاغطة والمسؤوليات الكبيرة المنتظرة ” .
ودعا الكاظمي القوى السياسية إلى التعاون معه لـ”عبور الأزمة الحالية، طالما أن حكومته لها هدف محدّد وهو التهيئة للانتخابات المبكرة في العراق، بالإضافة إلى التصدي بحزم إلى التحديات الطارئة التي تواجه البلاد” .
واعتبر الكاظمي ً أن “ما وصل إليه العراق من مشاكل وأزمات إنما يعود بالأساس إلى التأسيس الخاطئ للعملية السياسية بعد عام 2003″، مشيراً إلى أن “الاحتلال الأميركي للبلاد نجح في تدمير بنية الدولة العراقية، من دون أن تحصل عملية إعادة تأسيس صحيحة”.
واعتبر الكاظمي أن “أهم أولويات حكومته هي العمل على ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات”، في إشارة إلى الصراع الأميركي الإيراني.
حراك متصاعد
ويتواصل الحراك من قبل زعيم تحالف “الفتح”، هادي العامري، وقيادات مختلفة ضمن هيئة “الحشد الشعبي”، وذلك بهدف وقف التصعيد الإعلامي ضدّ رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي من قبل قوات تُعرف بأنها مرتبطة أو قريبة من إيران، أبرزها كتائب “حزب الله” و”العصائب” و”النجباء” .
ويهدف الحراك لمنح تلك الفصائل تطمينات وضمانات حول المرحلة المقبلة، خصوصاً أن بعض تلك الفصائل اعتبرت الكاظمي بمهمة لتفكيك فصائل “الحشد”، وتضييق مساحة حركة الفصائل المسلحة التي تعرف عادة بمصطلح (الولائية) في إشارة الى ارتباطها بإيران عقائدياً” .