عقب استقالة سلامة المفاجئة.. غوتيريش يعمل على ترشيح لعمامرة مبعوثاً أممياً إلى ليبيا
كانت الأزمة الليبية قد دخلت منعطفًا جديدًا بعد أن أعلان المبعوث الأممي غسان سلامة استقالته من منصبه مطلع مارس الحالي، وذلك بعد أيامٍ قليلة على تأكيده أن الهدنة بين أطراف النزاع في ليبيا قد “انهارت تقريبًا” .
وبحسب ما أعلن سلامة على صفحته الرسمية في تويتر فإن الاستقالة جاءت بسبب مشاكل صحية في المقام الأول .
وغرد سلامة قائلاً: “سعيت لعامين ونيف للّم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد” .
وتابع ” إن مسارات المفاوضات لحلّ الأزمة الليبية انطلقت “رغم ترّدد البعض”، قبل أن يشير إلى أن صحته “لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد”، مبرزاً أنه تقدم بطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة لأجل إعفائه من مهامه.
تعيين جديد
وفي خضم هذا الفراغ الذي خلفه غسان سلامة، عمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونبو غوتيريش على تعيين مبعوث أممي جديد لليبيا .
وأوردت وسائل إعلام ليبية بأن غوتيريش يعتزم تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق، رمطان لعمامرة، رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أنسميل»، ومبعوثاً خاصاً له إلى هذا البلد العربي – الأفريقي، خلفاً للوزير اللبناني السابق غسان سلامة، الذي استقال من منصبه الأسبوع الماضي .
ويرى محللون سياسيون بأن انتقاء لعمامرة جاء «بعد مداولات على أرفع المستويات» بشأن خلافة سلامة، إذ إن «الأمين العام للأمم المتحدة تلقى اتصالات من مسؤولين كبار في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي حيال الشخصية، التي ستقوم بمهمة تحريك العملية السياسية في البلاد، لا سيما بعدما جرى التوصل إلى خريطة طريق خلال مؤتمر برلين بحضور دولي رفيع» .
وتسعى الأمم المتحدة إلى معاودة الحوار بين الليبيين في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، في ظل تردي الأوضاع على الأرض بسبب الصدامات العسكرية بين قوات «حكومة الوفاق الوطني»، بقيادة فايز السراج، و«الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر .
أسماء قبل لعمامرة
وجرى تداول العديد من الأسماء قبل ترشيح لعمامرة، كان أبرزها وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي .
ولكن الرئيس التونسي قيس سعيد فضّل أن تبقى بلاده بمنأى عن القضايا المعقدة لدى جارتها ليبيا » .
واقترح آخرون ترشيح نائبة غسان سلامة الأميركية ستيفاني ويليامز لهذه المهمة، بيد أنها استبعدت في مرحلة مبكرة .
كما اقترح البعض تسمية السوداني الموظف الدولي يعقوب الحلو «استجابة لمطالبة الاتحاد الأفريقي بتعيين مبعوث من دول القارة للتعامل مع الأزمة الليبية» .
وركز الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ضرورة اختيار مبعوث عربي الهوية في ليبيا، وقدم اسم مرشح آخر من موريتانيا .
موقف نهائي لدول العضوية
وأكد مسؤول رفيع في الأمم المتحدة أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا)، لم تعط بعد موقفاً نهائياً من اختيار لعمامرة .
ولا يوجد أي تحفظ من الدول العشر المنتخبة، التي عقدت اجتماعاً أول أمس، وهي جنوب أفريقيا وإندونيسيا وألمانيا وجمهورية الدومينيكان، وبلجيكا وفيتنام وتونس، وسانت فنسنت وغرانادين والنيجر وإستونيا .
وحتى الآن لم يُعرف موقف المغرب من اختيار سياسي من الجزائر لهذه المهمة في بلد مجاور .
وكان وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، قد شغل مناصب عدة في الأمم المتحدة، ويوصف بأنه «يقف على مسافة واحدة» من أطراف النزاع في ليبيا .