فتيات مغربيات يتحدين المجتمع ويمارسن كرة القدم .. فهل هن “مسترجلات”؟
شكل مقاسمة فتيات مغربيات للرجال في ملاعب كرة القدم واقتحامهن رياضة ذكورية، العديد من الصعوبات المجتمعية على هذه الفئة النسوية، رغمًا عن رفضهن لتلك النظرة وسعيهن لتحقق الإنجازات داخل المستطيل الأخضر.
معاناة كرة القدم النسائية
معاناة فتيات مغربيات لخوض تجربة لعب كرة القدم تجسدها سناء غوريبة، إحدى لاعبات فريق الاتحاد الحسيني الجديد، وذلك بقولها إن هنالك تحديات كبيرة يواجهنها النساء في عالم كرة القدم، من بينها عدم وجود الاهتمام الكافي والدعم المادي، وأن أزمة فيروس كورونا قد زادت من معاناتهم.
وعن التضحيات التي قدمتها سناء من أجل احتراف كرة القدم، تقول بأنها تركت الدراسة في سن مبكرة، وهي في الـ16 من العمر، وتشير إلى أنها ضحت بكل شئ في حياتها حتى تتمكن من لعب كرة القدم.
وتمضي سناء قائلة: “لعبت في المنتخب الوطني المغربي، ساندتني عائلتي لأكون لاعبة محترفة، كما أن غالبية معارفي شجعوني لتحقيق حلمي”، وفقًا لموقع (اندبندنت عربية).
وتشير سناء إلى أن كرة القدم النسائية في المغرب لا تجد ذلك الاهتمام الكبير من الجماهير، مشددة على عدم دعم المسؤولين لكرة لهذا المنشط النسوي مما جعل المغاربة لا يتابعونها، فضلًا عن شعورهن بالإقصاء والتهميش من قبل المؤسسات التي تدير النشاط الرياضي في البلاد.
بدون مقال مادي
وتصف غوريبة، لاعبات كرة القدم في المغرب بأنهن ضحين كثيرًا حتى يحققن العديد من الإنجازات، وتقول : “لعبتُ مع المنتخب الوطني المغربي وحققت معه ألقاباً عربية وإفريقية”.
كما أنها تصف نفسها بمهوسة كرة القدم، وأن عشقها للكرة، كان أحد الأسباب التي قادتها لخوض التجربة حتى بدون مقابل مادي مجزٍ.
وتشير سناء إلى عدم امتلاكها لمصدر رزق آخر غير كرة القدم، لكنها تعمل أحيانًا في مهن مؤقته، لكنها تعود من جديد لكرة القدم بسبب عشقها اللامحدود لهذه الرياضة، “على الرغم من جميع التحديات ستبقى كرة القدم كل شيء في حياتي”.
من تمارس كرة القدم فهي مسترجلة!
وعن النظرة المجتمعية في المغرب لكرة القدم النسائية، تحدثت اللاعبة شيماء مرتجي، بأسى كبير قائلة إن نظرة المجتمع لهم سلبية دومًا لأن في اعتقادهم أن من تمارس كرة القدم فهي “مسترجلة” لأنها رياضة تخص الرجال.
وتمضي “على خلاف ما يروج من أفكار مسبقة، فنحن لا نتشبه بالرجال لأجل لعب كرة القدم”.
وتشكو سناء من عدم المساواة بين الرجال والنساء في نشاط كرة القدم المغربية، وحسب قولها فإن لاعبات كرة القدم يجدن معاناة كبيرة فضلًا عن افتقادهم للدعم المادي والمعنوي.
وتوضح الفتاة المغربية، أن نشاطها في كرة القدم يعتبر من باب الهواية، إذ أنها لا تعتبرها مصدر رزق، وتواصل في ذات الوقت دراستها الجامعية في اللغة الإنجليزية.
صعوبات عائلية
بدورها تؤكد كوثر رضي، لاعبة فريق الاتحاد الحسيني الجديدي، أن عائلتها لم تكن مقتنعة بممارستها كرة القدم، مشددة على الرفض المجتمعي لتقبل خوض النساء تجربة لعب كرة القدم بصورة احترافية.
وتضيف كوثر في حديثها أن الجمهور في المغرب ليس لديه اهتمام بالمباريات النسائية، وذلك بسبب النظرة السالبة للاعبات كرة القدم، كونهم “مسترجلات” ولسن فتيات وهو ما تؤكد على أنه خطأ كبير.