فشل مفاوضات الجولاني يرفع حدة التوترات في إدلب.. ودعوات متجددة لوقف الاشتباكات
تجددت الاشتباكات بشكل كبير، مساء أمس الأربعاء، بين “هيئة تحرير الشام” وفصائل “فاثبتوا” في الأطراف الغربية من مدينة إدلب السورية .
هجوم متجدد
وجاءت تلك الاشتباكات عقب فشل مفاوضات الجولاني التي جرت بين الطرفين، والتي تمت بواسطة وجهاء بين الهيئة وفصائل غرفة عمليات “فاثبتوا”، بعد رفض الهيئة الإفراج عن القياديين والعناصر الذين قامت أخيرا باعتقالهم في إدلب .
وأوردت العديد من وسائل الإعلام السورية صباح اليوم بأن الاشتباكات تجددت مساء أمس، عقب هجوم من “هيئة تحرير الشام” على المواقع التي تسيطر عليها “فاثبتوا” في الأطراف الغربية لمدينة إدلب ومحيطها المجاور .
وكثفت هيئة تحرير الشام في الساعات القليلة الماضية من انتشارها الامني في إدلب، حيث قامت بوضع الحواجز في مختلف الأحياء فضلا عن تسيير دوريات متحركة، بالتزامن مع تشديد وتعزيز قواتها في المقرات والمباني داخل المدينة .
وعملت الهيئة أيضاً على تجهيز الآليات الثقيلة والتي من بينها دبابة على المحور الغربي للمدينة وذلك للدفاع عن نفسها بأفضل طريقة ممكنة في ظل الصراع الدائر بينها و ” فاثبتو” .
وقوع جرحى
وخلفت الاشتباكات بين الطرفين وقوع جرحى من المدنيين، حيث أصيبوا بالرصاص والقذائف العشوائية التي أطلقت خلال الاشتباكات والتي تواصلت حتى وقت متأخر من صباح اليوم في عدة مناطق طرفية من إدلب .
وتسائل العديد من الخبراء السياسيين عن الخطوة التي أقدمت عليها قوات ” فاثبتو” وذلك باعتبار أن عملية الاقتحام كانت خطراً كبيرا لأن الجولاني أعد الفخاخ والكمائن لها داخل المدينة، ولكن “هيئة تحرير الشام” استبقتها بالهجوم .
ولم يتم التوصل إلى نتائج فعلية بالرغم من الوساطات التي تدخلت لحسم القضايا العالقة بين الفرقتين في مفاوضات الجولاني إذ أن كل طرف منهم تمسك بموقفه السياسي تجاه الآخر .
وفي السياق صدرت عدة نداءات من قيادات سابقة في البلاد، حيث طالبت تلك القيادات بـ”تحكيم شرع الله، وتحكيم العقل وتوجيه السلاح نحو العدو” .
التحلي بالصبر
وفي سبيل ترك الخلافات الداخلي صدرت العديد من البيانات عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، حيث طالبت هذه البيانات بوقف نزيف الدم وتحكيم صوت العقل لا سيما وأن المرحلة تحتجا إلى تضافر وجهود مشتركة وليست صراعات دخلية .
ومن بين هذه البيانات التي صدرت بيان ضم أسماء 25 شخصا من حاملي الجنسية المصرية من المنتمين للفصائل المتشددة في إدلب، حيث طالبوا الجولاني وقادة “فاثبتوا” بـ”التحلي بالصبر وتحكيم العقل، وتوجيه السلاح نحو العدو” .
وبالمقابل أصدرت فصائل “فاثبتوا” بيانا، أمس، دعت فيه “هيئة تحرير الشام” إلى إطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم “أبو مالك التلي” المنشق عن الهيئة، وهددت بالرد في حال عدم تنفيذ ما تريده .
وفيما يتعلق بـ “هيئة تحرير الشام” فقد ردت ببيان حذرت فيه عناصرها وقيادييها من مغبة الانشقاق عنها.
ويعرف عن تلك المنطقة الغربية من إدلب بانها بؤرة للتوتر الأكبر بين الطرفين، وهي التي شهدت الاشتباكات الأعنف وأصيب خلالها أربعة من القياديين الأمنيين في “هيئة تحرير الشام” وتم نقل أحدهم لتلقي العلاج .