فيضانات وأعاصير أميركا المدمرة.. السر في التغير المناخي

0

عكس إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن الأعاصير التي ضربت أجزاء واسعة من الولايات المتحدة هي الأكبر من نوعها في تاريخ البلاد، فداحة الأضرار التي خلفتها العواصف القوية في عدة ولايات.

وقضى نحو 100 شخص في 6 ولايات في وسط أميركا وجنوبها، وهي ميزوري، وأركنساس، وكنتاكي، وتينيسي، وميسيسيبي، وإلينوي، فضلا عن مئات الجرحى وآلاف المشردين وتدمير مئات المنازل والمباني، وخسائر مادية جسيمة بمليارات الدولارات، طالت المرافق العامة والخاصة وشبكات الكهرباء والمواصلات والبنى التحتية، بسبب أعاصير وعواصف وصفها الرئيس بايدن أنها “مأساة تفوق التصور”.واعتبرت ولاية كنتاكي أكثر الولايات المتضررة، حيث تجاوزت سرعة الرياح المرافقة للأعاصير التي ضربتها 300 كيلومترا بالساعة.

وتأتي هذه الموجة من الأعاصير بعد أيام قليلة من الفيضانات المدمرة، التي ضربت جارة الولايات المتحدة الشمالية، كندا والتي وصفت هي الأخرى بأنها من بين الأعنف في التاريخ الكندي، وخلفت أضرارا وخسائر بشرية ومادية كبيرة.وحول تزايد نشاط الأعاصير والفيضانات المدمرة في أميركا الشمالية وحول العالم، يقول الخبير المناخي دارا حسن، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “رغم الجدل بين العلماء والمختصين حول مدى تسبب تغيرات المناخ في زيادة القوة التدميرية للأعاصير والعواصف، لكن الغالبية منهم متفقون على أن ظاهرة الاحتباس الحراري المتفاقمة، وارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات، وحرارة الأرض عموما، تلعب دورا كبيرا في اشتداد الأعاصير والفيضانات المدمرة، وفي زيادة وتيرتها”.

وأضاف حسن: “تداعيات التغيرات المناخية المتطرفة تسهم ولا ريب في إحداث خلل في طبيعة الظواهر الطبيعية وآليات حدوثها وتوقيتاتها حتى، بما فيها الكوارث من أعاصير وفيضانات وعواصف وحرائق، بحيث تغدو عصية على التوقع”.

وضرب الخبير المناخي مثلا موسم الأعاصير الأميركية القوية الذي يكون عادة في أشهر الربيع، موضحا: “ما يحدث الآن هو مؤشر ولا شك على أن ثمة تحولات وتقلبات في طبيعة الأشياء وقوانينها، حيث عادة ما تكون الأعاصير في مثل هذا الوقت من السنة أقل حدة وبكثير وبما لا يقاس بما نراه، وهكذا تتضافر عوامل التغير المناخي الحادة، لتنتج ظواهر كارثية تدفعنا لدق ناقوس الخطر من أن كوكبنا مقبل على ما هو أخطر وأشد وقعا، ما لم تتدارك دول العالم ولا سيما الكبرى والصناعية منها الوضع البيئي العالمي المضطرب، الذي ينحدر نحو هاوية عميقة سندفع تكاليفها الباهظة”.

ودعا حسن إلى “اعتماد سياسات عاجلة للحد من الانبعاثات الغازية الضارة عبر ما تنفثه المصانع والمعامل، وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري وغيره من مشتقات نفطية وغازية ملوثة ومضرة، والتوجه نحو بدائل الطاقة المتجددة والنظيفة، وحماية الغابات والبساتين، وتوسيع نطاق المساحات الخضراء، وتشجيع البلدان النامية على ذلك ودعمها في هذا الإطار”.والإعصار المداري عبارة عن عاصفة سريعة الدوران تنشأ فوق المحيطات المدارية وتستمد منها طاقة تكونها، وتتكون من نقطة مركزية تعرف باسم العين، وتتسم بمستوى ضغط منخفض وبطقس هادئ وخال من السحب عادة وتكون محاطة بجدار تتصاعد السحب من حوله.

ويتراوح قطر الإعصار غالبا بين 200 و500 كيلومترا، ولكن يمكن أن يبلغ 1000 كيلومتر، ويجر في ذيوله رياحا عاتية وأمطارا غزيرة وأمواجا عارمة شديدة التدمير أحيانا، علما أن الرياح تهب عكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، وفي اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.