في ظل أوضاع صحية متردية.. شبح كورونا يتربص باليمن

إجراءات احترازية في الشارع اليمني خشية كورونا \ Al Jazeera
0

من المعروف أن مأساة الحرب اليمنية ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة هنالك، وفي ظل أوضاع صحية أقل ما يمكن أن توصف بها أنها متردية، يعيش اليمنيون هذه الفترة بقلق كبير، قلق ينتابهم خشية انتشار وباء فيروس كورونا في بلد لا طاقة له على مجابهة هذه الجائحة.

وقبل أيام وصل فيروس كورونا إلى اليمن، في ظل وضع صحي سيئ دمرته الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من خمس سنوات.

وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت رسميًا عن إصابة واحدة فقط في محافظة حضرموت، إلا أن المنظمات الدولية تبدي خشيتها من إمكانية حدوث انتشار واسع للفيروس القاتل.

انفجار للفيروس في اليمن

منظمة الصحة العالمية أبدت خشيتها مما اسمته أن “يشهد اليمن انفجارًا للفيروس”، وذلك على خلفية أن البلاد تشهد أوضاع صحية متردية وضعف المراقبة على الحالات المشتبه فيها.

حيث انتشر الفيروس في الدول المحيطة باليمن (سلطنة عمان، والسعودية، وجيبوتي والصومال)، وحتى اليوم لم تقم السلطات في اليمن من اتخاذ إجراءات الإغلاق على المنافذ البرية والبحرية والجوية.

وخلال الأيام الماضية شهدت اليمن حركة جوية عسكرية ومدنية نشطة لـ”التحالف”، عبر مطاري عدن والمهرة، كما أن تدفق المهاجرين الأفارقة مستمر نحو اليمن، فضلاً عن تسريح السعودية أعداداً كبيرة من العسكريين اليمنيين الذي يقاتلون إلى جانبها في مواجهة حركة “أنصار الله” جنوبي المملكة، وهي مناطق يعتقد أن الوباء ينتشر فيها.

ضوابط غير صارمة

ومن الواضح أن الإجراءات الاحترازية للسلطات في اليمن، سواءً كانت الحكومة الشرعية او حكومة جماعة “أنصار الله” يبدو أنها غير صارمة في مجابهة فيروس كورونا، حيث أن أماكن الحجر الصحي نجدها مكتظة بالآلاف من المسافرين والمشتبه بهم دون أي إجراءات سليمة.

كما وصف مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في اليمن، أن إجراءات السلطات اليمينة بأنها تأتي في ظروف حجر سيئة وتثير المخاوف لانتقال العدوى، لموقوفين من مختلف البلاد ومن بينهم مهاجرون أفارقة”.

قلق اليونيسف

منظمة اليونيسف أبدت قلقها المتعاظم حيال الأوضاع في اليمن وإمكانية تفشي الجائحة هنالك، وحذرت ممثلة اليونيسف سارة نيانتي من عواقب كارثية في حال تفشي الفيروس قد يعرض حياة الأطفال لمزيد من المخاط في ظل استمرار الحرب لأكثر من خمس سنوات أثرت بصورة ملحوظة على الخدمات الأساسية.

ووفقًا لموقع (TRT عربي) فقد أوضحت نيانتي أن اليمن تشهد أكبر تفشي للكوليرا في العالم منذ 2017، إضافة إلى حمى الضنك، وانعدام الأمن الغذائي نتيجة الأزمة الاقتصادية”.

وقالت نيانتي، إنها “تشعر بالقلق من أن تفشي كورونا سيزيد من تفاقم معاناة الأطفال والمجتمعات مع نظام صحي يعمل فقط جزئياً”، لافتةً إلى أن “حياة مليونَي طفل يعانون سوء التغذية و350 ألفاً من الأطفال يعانون سوء تغذية حاد وخيم باتت في خطر بسبب إغلاق المطارات والمواني المرتبط بجائحة كورونا”.

60 جهاز تنفس صناعي في اليمن

وخلال الأسابيع الماضية تبذل الحكومة “الشرعية” جهوداً لمواجهة “كورونا”، وفتحت محاجر صحية بالمحافظات، ودرّبت فرق الاستجابة للتعاطي مع الحالات المصابة والمشتبه فيها.

وكشف وكيل وزارة الصحة التابعة لحكومة “الشرعية” والمتحدث الرسمي لـ”لجنة الطوارئ اليمنية لمواجهة كورونا” الدكتور علي الوليدي عن “تحديات كبيرة تواجه القطاع الصحي في اليمن”، لافتاً إلى أن “أكبر التحديات تتمثل بشح أجهزة التنفس الاصطناعي، التي يتوفر منها فقط 60 جهازاً وهي منحة مقدمة من البنك الدولي منذ سنتين”.

في المقابل حمّلت حكومة “أنصار الله” السعودية والإمارات مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية في اليمن، وقالت إن 93% من الأجهزة والمعدات الطبية خارج الجاهزية بسبب الحرب والحصار، وطالبت من المنظمات الدولية ألف جهاز تنفس اصطناعي حتى تتمكّن من معالجة الحالات المفترضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.