في محاكمة فريدة من نوعها .. البشير بملابس السجن خلف القضبان
تأجلت محاكمة الرئيس السوداني السابق عمر البشير أمام محكمة خاصة بالخرطوم، في قضية الانقلاب على حكومة منتخبة في عام 1989، إلى يوم 11 أغسطس المقبل.
وحسب وكالة (الصحافة الفرنسية)، فبعد وقت قصير من انطلاقها، رفع رئيس المحكمة القاضي عصام الدين محمد إبراهيم الجلسة وقرر تأجيلها.
محاكمة فريدة من نوعها
وتعتبر محاكمة البشير هذه فريدة من نوعها في العالم العربي، حيث لم يمثل أي قائد انقلاب ناجح في التاريخ الحديث أمام القضاء. وفي حال إدانة البشير، قد تصل العقوبة القصوى في حقه إلى الإعدام.
ووصل البشير إلى مقر المحكمة تحت حراسة مشددة من سيارات شرطة وعسكريين مدججين بالسلاح.
وجلس قربه في قفص حديدي 27 متهما آخرون، ومن بين المتهمين نائبا البشير السابقان علي عثمان محمد طه والجنرال بكري حسن صالح، ومسؤولون تقلدوا مواقع وزارية ومناصب حكام ولايات وقيادات عسكرية أثناء حقبة حكمه للبلاد.
أول ظهور بملابس السجن
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية صوراً لافتة خلال جلسة محاكمة البشير ، بدأ فيها في أول ظهور له بملابس السجن خلافاً لما كان عليه بظهوره المعتاد باناقته مرتدياً الزي السوداني المكتمل “الجلباب والعمة والشال المطرز”، بحسب ما ذكرت صحيفة “السوداني” السودانية .
وبدأ البشير في الصور التي التقطت له لحظة نزوله من حافلة مظللة عند باب قاعة المحكمة، بملامح مرهقة وتجاعيد ارتسمت على وجهه، مرتديا زياً أبيض اللون بأكمام قصيرة، وجيب على الصدر، وقد وضع بداخله قلم حبر جاف كما يبدو.
جدل واسع
وأفادت مصادر لـ “السوداني”، أن البشير كان رافضاً للتصوير.
وأثار ظهور الرئيس السوداني المعزول المتكرر أمام المحاكم السودانية بكامل زيه الوطني الناصع البياض بدلا من ملابس السجن المعروفة جدلا كبيرا في الشارع السوداني، باعتبار أن ذلك يشكل تمييزا له رغم أنه يقبع في السجن الرئيسي بضاحية كوبر شرق الخرطوم على ذمة عدد من القضايا.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن البشير يرفض ارتداء الزي الموحد للسجناء بحجة أنه ليس سجينا عاديا.
تفاصيل الجلسة
في بداية جلسة المحاكمة جلس المتهمون، وبينهم البشير، في قفص حديدي وقد ارتدوا ملابس مدنية. بينما جلس القضاة الثلاثة وخلفهم آية من القرآن الكريم “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”.
وقال رئيس المحكمة “لدينا ثمانية وعشرون متهما”، مضيفا “هذه المحكمة ستتيح لكل شخص الفرصة ليقدم دفوعاته ويعرض قضيته وستقف على مسافة واحدة من الجميع”. ثم طلب من محامي الاتهام والدفاع تسجيل أسمائهم .
وقال على الأثر “هذه القاعة لا تتسع لكل محامي الدفاع وعددهم 199. لذلك، قررنا رفع هذه الجلسة لاتخاذ تدابير أفضل، والجلسة القادمة ستكون يوم 11 أغسطس القادم”.
وشهد محيط المحكمة تواجد لأنصار وأسر المتهمين من النظام السابق في قضية انقلاب 1989 وظلوا يهتفون شعارات تأييد لهم.
وطالبت هيئة الدفاع بالإفراج عن على الحاج وإبراهيم السنوسي وعمر عبد المعروف وهم قيادات في حزب المؤتمر الشعبي لكن المحكمة رفضت إطلاق سراحهم.
وأجلت هيئة المحكمة الجلسة لتغيير قاعة المحكمة وإتباع الإجراءات الصحية الاحترازية في ظل أزمة كورونا.
محاكمة بالإعدام
ووصل البشير إلى الحكم بمساندة الإسلاميين الذين بقوا داعمين لنظامه بشكل عام. وبقي في السلطة 30 عاما.
وحركت الدعوى مجموعة من المحامين، وتولى النائب العام لاحقا تشكيل لجنة تحقيق في انقلاب 1989، وتشكيل هيئة اتهام مشتركة.
وتحاكم محكمة خاصة البشير و15 ضابطاً من القوات المسلحة و8 مدنيين من القيادات الإسلامية، بتهمة تقويض النظام الدستوري والإطاحة بحكومة مدنية منتخبة.
التهمة التي تصل عقوبتها للإعدام، هي بحسب ممثلي الادعاء، فرصة لردعِ الانقلابات العسكرية مستقبلاً.