قاعدة الوطية.. أهمية استراتيجية وجدل كبير عقب سيطرة الوفاق
دار جدل كثيف في الساعات القليلة الماضية عبر وسائل الإعلام العربية المختلفة عن قاعدة الوطية الجوية الليبية بعد سيطرة قوات الوفاق الوطنية الليبية بقيادة فائز السراج عليها .
أهداف مستقبلية
إذ يرى بعض المراقبون الدوليون بأن حكومة الوفاق بهذه الخطوة قد مهدت الطريق أمام تركيا من أجل تحويلها إلى قاعدة عسكرية دائمة للأتراك في ليبيا .
ويرجع ذلك الأمر إلى الموقع الإستراتيجي التي تتمتع به القاعدة، والتي حدث حولها الكثير من الخلاف في الأيام الماضية .
وتواجد القعدة في منطقة شمال إفريقيا بجانب قربها من البحر الأبيض المتوسط يشير إلى أن هذا الأمر يخدم الأهداف التي يريدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خاصة فيما يتعلق بمشروعه الذي دار عنه الجدل كثيراً والذي يتعلق بسيطرته على الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط .
أهمية كبيرة للوطية
وبعد سيطرة قوات الوفاق أمس الأول على القاعدة بشكل كامل وانتصارها الكبير على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وصف الأمر من قبل العديد من السياسيين بأن له الكثير من الأبعاد المستقبلية في القاعدة .
وتكمن أهمية القاعدة في أنها من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، حيث تضم العديد من مخازن الأسلحة وتعتبر مهبطاً للطائرات كما أن بها مدينة سكنية بجانب محطة للتزود بالوقود للطائرات وللسيارات .
وتتسم القاعدة بموقع إستراتيجي مميز للغاية، حيث أن الطيران الحربي والمسير الذي يطير منها إلى المناطق المختلفة يغطي كامل المناطق الغربية لليبيا، وتستطيع استيعاب نحو سبعة آلاف عسكري .
كما أن بها أكبر تحصينات خارجية، وتتبع لمدينة الجميل غربي البلاد والتي تبعد عنها حوالي 40 كيلو مترا فقط،، كما أنها لا تبعد عن الحدود التونسية سوى 27 كيلو متر .
وتقدر مساحتها الكلية بنحو 40 كيلومترا مربعا، كما أنه يمكنها استيعاب نحو 7 آلاف عسكري .
تخوف كبير
وقبل السيطرة على القاعدة من قبل قوات الحكومة، كان التخوف يظهر على قوات فائز السراج يوماً بعد الآخر لا سيما وأن قوات حفتر استغلت سيطرتها على القاعدة من أجل تدمير العديد من المواقع الاستراتيجية لحكومة الوفاق .
لذلك اعتبرت الحكومة الليبة أن قاعدة الوطية. تعتبر من أخطر القواعد التي تستخدمها قوات حفتر من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس .
وكانت خطورة السيطرة على القاعدة من قبل قوات الحكومة تكمن في موقعها الجغرافي المحصن طبيعياً، حيث شيدها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية في العام 1939 – 1945 في منطقة بعيدة عن المناطق السكانية .
ويمكن القول أن سيطرة حكومة الوفاق على القاعدة منح العديد من النقاط الإيجابية لقوات السراج إذ أن صواريخ حفتر لن يكون من الساهل صولها للعاصمة مرة آخرى .
كما أن الوفاق سوف تعمل على تأمين مدن الساحل الغربي وبالتالي عزل قوات حفتر في القرى البعيدة بالجبل الغربي وإنهاء التهديدات الواردة للعاصمة من الجانب الغربي .