قراءة في ملف سد النهضة … السودان لاعب وسط

قراءة في ملف سد النهضة.
0

تعد قضية ملف سد النهضة الإثيوبي من أكثر القضايا الإقليمية والدولية سخونة و حساسية في وقتنا الحاضر بسبب ما تمثله لأطراف النزاع و بالدرجة الأولى لمصر هبة النيل و التي تعتبر قضية ملف سد النهضة قضية وجود تمس الأمن القومي المصري.

 و قد لوحت حكومة السيسي أكثر من مرة بأن التدخل العسكري لنسف السد أمر وارد في حال تعنت المفاوضات الأمر الذي أدخل الولايات المتحدة الأمريكية كطرف وسيط لحل الأزمة بحضور ممثلين عن البنك الدولي

بذات القدر من الأهمية تتمسك إثيوبيا بحقها الطبيعي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية و تطوير البنى التحتية ما يعود بالنفع على معاش المواطنين الذين يكدح ثلثيهم تحت خط الفقر و يفتقدون لاساسيات الحياة بكل تأكيد سوف يوفرها لهم السد في حال إنه عمل بكل طاقة وفقاً للخطة المدروسة. السودان يقع في المنتصف تماماً بين الدولتين، و قراره لترجيح كفة إحداهما سيكون بمثابة الأمر الحاسم لذلك سعت كل من الحكومتين الإثيوبية و المصرية التقرب أكثر إلى السلطة الحاكمة في الخرطوم بالترغيب تارة و بالترهيب تارة أخرى، و نظراً لعمق العلاقات التاريخية التي تربط القاهرة بالخرطوم دائما ما تعاملت الحكومات المتعاقبة في مصر مع السودان على أساس الإبن المطيع متجاهلين أن السودان دولة ذات سيادة و بإمكان صناع القرار السياسي فيها أن يختاروا ما يفيد الأمة لذا صدمت الحكومة المصرية بقرار  تحفظ السودان على مشروع قرار من مجلس وزراء الخارجية العرب يؤكد تضامن الجامعة العربية مع موقف مصر والسودان الخاص بسد النهضة الإثيوبي باعتبارهما دولتي المصب.

مصر: السودان أفرغ قرار الجامعة بشأن سد النهضة من مضمونه

  وأكدت مصادر أنه خلال المداولات في جامعة الدول العربية، وعلى الرغم من بروز زخم وتأييد عربي موسع من مجمل الأطراف العربية لمشروع القرار، لم يبد الجانب السوداني أي تحمُس له، بل وطلب عدم إدراج اسم السودان في القرار.

وقالت إن الجانب السوداني قال إن القرار ليس في مصلحته ولا يجب إقحام الجامعة العربية في هذا الملف، وأبدى تخوفه مما قد ينتج عنه هذا القرار من مواجهة عربية إثيوبية. رد فعل الحكومة المصرية كان بالتأسف و الاستغراب، ولكنها أطلقت إعلام الدولة الرسمي للهجوم الشرس على السودان أرضا حكومة و شعبا و شتمهم و سبهم و التقليل من شأنهم بتحقيرهم بأشد عبارات الإساءة التي لن تتفوه بها أمام العدو ناهيك عمن تصفه بالاخ الشقيق، من الجانب الآخر من رأى كيف تعاملت إثيوبيا مع السودان منذ وساطتها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية المتنازعة إبان ثورة ديسمبر المجيدة. و ما يجمع بين أديس أبابا و الخرطوم عبر عنه الحاضرين لتوقيع اتفاقية تشكيل الحكومة الانتقالية في الخرطوم بتصفيقهم الصاخب عند ذكر اسم رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بسبب جهود الوساطة التي بذلها بينما كان المتظاهرون في الخارج يعثرون على علبة فارغة من الغاز المسيل للدموع كتب عليه صنع في مصر. موقف السودان من ملف سد النهضة لن يتأثر بالعاطفة تجاه إحدى البلدين الشقيقين مصر و إثيوبيا هكذا دائماً ما يصرح رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان عبدالله حمدوك و يزيد بأنه يولي اهتمام أكبر لمصلحة الشعب السوداني

المصدر : العربية روسيا اليوم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.