قطر ودول الخليج .. التراشق الإعلامي مستمر والسبب إيران
دخلت قطر ودول الخليج في موجة تراشق إعلامي جديدة وعاد السجال بين الدوحة وهذه الدول إلى الواجهة، وهذه المرة من بوابة الإمارات.
وشهد موقع تويتر، مناوشات بين وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، ومدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية أحمد بن سعيد الرميحي، بسبب التضامن مع إيران في ظل الأزمة التي تمر بها الجمهورية الإسلامية بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).
المواقف الانسانية
ووفقاً لما جاء في موقع “ بي بي سي عربي ” فقد بدأ السجال بين قطر ودول الخليج عندما غرد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش قائلا: “التمييز بين المواقف الإنسانية والموقف السياسي سمة حضارية وأخلاقية سامية، فالتضامن الإنساني بين الشعوب راسخ والخلاف السياسي عابر مهما امتد، وتضامن الإمارات مع إيران وشعبها في أزمة كورونا العالمية يجسد قيم قيادتنا الذين نفخر بهم ودولتنا التي نعتز بها”.
وجاءت تغريدة قرقاش بعد إرسال دولة الإمارات الإثنين، طائرتي مساعدات تحملان إمدادات طبية ومعدات إغاثة إلى إيران لدعمها في مواجهة فيروس كورونا المستجد. وحملت الطائرتان، اللتين أقلعتا من العاصمة أبوظبي، أكثر من 32 طناً من الإمدادات، من ضمنها صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية. ولم تكن هذه المرة الأولى التي ترسل فيها الإمارات مساعدات لإيران، ففي الثالث من مارس/آذار الجاري، أرسلت الإمارات إلى إيران طائرة حملت 7.5 طنا من الإمدادات الطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وجاءت التغريدة بعد اتصال بين وزير الخارجية والتعاون الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أعرب فيها الأول عن تعاطف بلاده وتضامنها مع الشعب والحكومة الإيرانية في مكافحة وباء فيروس كورونا. وهذا ما دفع مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية أحمد بن سعيد الرميحي للرد على أنور قرقاش، الذي سبق أن انتقد العلاقات القطرية الإيرانية. وهو ما أجج السجال بين قطر ودول الخليج خاصة الإمارات .
موقف قرقاش السابق
ووقالت وزارة الخارجية القطرية وقتذاك :”إنسانيتك تُدرَّس”، مضمناً تغريدة سابقة لقرقاش قال فيها: “أعتقد أن الحكومة القطرية لم تحسب بدقة أضرار اتصال الشيخ تميم وحديثه مع الرئيس الإيراني على الرأي العام المحلي والخليجي، والإشكالية حين تكون المكابرة والعناد موقفا شخصيا وليس موقفا وطنيا”.
وتحول السجال بين قطر ودول الخليج من رسمي إلى شعبي. فاعتبر كثير من الإماراتيين أن الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني “واجب، ويجب مساعدتهم للخروج من هذه المحنة”. فقال ضياء بن سعيد: “كنتم دائما ترددون أن قضيتنا مع النظام الإيراني وبأننا مع الشعب الإيراني المسكين المظلوم ومع عرب الأهواز، إذا لماذا نشاهد الآن لغة التشفي بانتشار كورونا في بلدهم، أليس الواجب علينا الدعاء لهم للخروج من هذه المحنة…”.
تغريدات قرقاش
وفي السياق ذاته تساءل قطريون عن ازدواجية المعايير في تغريدات قرقاش. فقالت الدكتورة اليزيدي ردا على تغريدة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي: “سبحان المواقف الإنسانية فقط مع إيران، بينما قطر حوصرت بسبب علاقاتها مع إيران”.
ومن ناحيته قال الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد في تعليقه على الوضع في طهران وعلى سجال قطر ودول الخليج : “الوضع في إيران كارثي وفي مثل هذه الأوضاع لا يخطر في ذهن من به ولو قدر قليل من الإنسانية أي خلاف سياسي أو حتى عداء فالإنسانية كلها عدوة لهذا الوباء .. شفى الله المصابين في كل مكان وكشف عن عباده هذا البلاء”.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا ليصل إلى 17361 إصابة في حين بلغ عدد المتوفين 1135. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء أن الحكومة تعتمد الشفافية في مقاربتها للفيروس وهي تقوم بكل ما في وسعها لتأمين الحاجات الغذائية والصحية للجميع. ورغم الدعوات الكثيفة إلى البقاء في المنازل تبدو نسبة الالتزام ضعيفة في بعض المناطق، لا سيّما في الطريق الذي يصل مدينة طهران بقم، حيث شوهد اليوم ازدحام كبير للسيارات. وقال رئيس منظمة الطب في إيران إن عدد المصابين أعلى من المعلن عنه، لأن كثيرين منهم، لم يخضعوا للفحص، ولم يلتزموا بالحجر الصحي داخل منازلهم.