«قــــــوش» عودة رجل المفآجات في السودان!!

بذات (الدهشة) التي ارتسمت على وجوه المراقبين للمشهد السياسي في السودان بإعفاء الفريق أول صلاح قوش من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وذلك بتاريخ 15 آب عام 2009م، وبنفس سيناريو الاثارة، تكررت ذات (الدهشة) بإعادة تعيينه مجدداً مديراً لجهاز الأمن والمخابرات، لجهة أن الرجل من أمهر رجالات المخابرات، ليس في السودان فقط، وانما في افريقيا، وحينها عاد الرجل الى دائرة الاضواء في قرار مفاجئ وغير متوقع، حين أصدر رئيس الجمهورية قراراً جمهورياً صباح الاحد الماضي، بإعادة الرجل الى منصبه مديراً لجهاز والامن والمخابرات، حيث ادى القسم امام الرئيس البشير ورئيس القضاء (حيدر احمد دفع) ووزير رئاسة الجمهورية (فضل عبد الله فضل) ومدير مكاتب رئيس الجمهورية الوزير حاتم حسن بخيت، ليعود صلاح عبد الله لرسم فصل جديد لنفسه ولمؤسسة الجهاز.

يقول الكاتب الصحفي فتح الرحمن النحاس إن خطوة «صلاح قوش» هي خطوة اولى لإعادة الحرس القديم لمواقع القيادة في المنعطف الوطني الحرج الذي يحتاج الى أدبيات جربت من قبل لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الماثلة أمامنا، واعتبر فترة وجود صلاح قوش على رأس جهاز الأمن بمثابة (فترة الصقور)، حيث كان يمتاز بالشدة والحزم، وهي كفيلة بأن تقيّم تجربته الثانية خلال الفترة المقبلة. ملاحقات متكررة والتصق لقب (قوش) بمدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله ايام دراسته، حيث لقبه زملاؤه تيمناً بـ(قوش) عالم الرياضيات الهندي، وذلك بعد ان أظهر صلاح ذكاءً وطموحاً غير محدود خلال تلك الفترة. ولا يحب قوش الظهور عبر وسائل الإعلام، وبدا واضحاً ان قوش ما زال يؤمن بأهمية الإصلاح في الدولة والسياسة، حيث قال: (الإصلاح سمة ملازمة لحياة الأمم، وهي الفكرة التي تلازم مراحل الصعود أو الانعطافات الحادة بتاريخها. والفهم الموضوعي لقضية الإصلاح يتطلب دراسة تشريحية دقيقة للمقدمات الحقيقية لقضايانا، واعتبار أن ذلك يمثل المادة النظرية التي ينصب عليها إصلاح الدولة الذي ينشده الرئيس)، وكان لافتاً أن صلاح طيلة فترة ابتعاده عن المناصب التنفيذية رغم صفته نائباً لمنطقته بالمجلس الوطني، لم يتطرق للحديث بعداء ومرارات مع قيادات الحزب الحاكم رغم اعتقاله، الى جانب تأكيده الدائم على انتمائه للانقاذ، حيث قال: (انا مليء باليقين الذي لا يتزعزع بشراكتي الأصيلة للإنقاذ.. يصيبني ما أصابها انجازاً او اخفاقاً. ولكن دائماً بين مراحل التطور والتحول صحراء وفراغ سحيق، وللأسف نشط فيه ساقطون)

الإصلاح السياسي والاقتصاديويرى المراقبون ان اعادة قوش الى الواجهة بصورة مفاجئة تشير بصورة واضحة الى ان هناك معطيات دعت الرئيس البشير الى هذا القرار، مع توقعات بأن التغيير سيطول عدداً من الوزراء في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي خلال الفترة المقبلة. ويشير المراقبون الى ان ابرز التحديات التي ستواجه الرجل هي كيفية المساهمة في ضبط الايقاع للساحة السياسية ولحزبه الحاكم (المؤتمر الوطني)، بجانب العمل ضمن منظومة الحرب على الفساد برئاسة الرئيس المشير عمر البشير.. تلك الحرب التي بدأت معالمها تتضح بصورة فعلية بعد الأزمة الاقتصادية الاخيرة التي أدت الى ارتفاع أسعار العملات الصعبة. وأشار المراقبون الى ان قوش سيكون تحت ضغط طيلة الفترة المقبلة، لجهة أن الرجل سيكون محاطاً بتاريخ فترته الاولى التي يصفها المراقبون بالناجحة، مع اختلاف المعطيات والأشخاص والمشهد برمته.}

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.