قوات الدعم السريع في مرمي السياسة

قوات الدعم السريع هي قوات خفيفة وخاصة انشات  بعد ان اشتد اوار التمرد في دارفور وزحف حتي كردفان  وهي انشات لتقوم بمهام خاصة  وعضد وسند للجيش  وثم قننت بقانون اجازه المجلس الوطني  واعتمده رئيس الجمهورية وكانت تتبع لجهاز الامن والمخابرات ثم تبعت للجيش تحت امره القائد الاعلي للجيش دون مسئولية رئيس الاركان عليها  وحددت مهامها وقيادتها  وتراتبية منظومتها وعقيدتها القتالية وفق قانونها وحدد عددها وطريقة ادارة وكيفية انتشارها  وقد ابلت بلاءا حسنا في دحر التمرد  وساهمت مساهمات فعالة في الحد من الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب  وصارت محط انظار العالم وخاصة العالم الغربي الذي  عول عليها كثيرا  وخاصة في مجال الحد من الهجرة الشرعية والارهاب وهي قوات خفيفة ومنتشرة وسريعة  ثم جاء دورها في انجاح ثورة ديسمبر لانحيازها للثوار  حتي رفعت ياقته في اعتصام القيادة كتب عليها (حميدتي الضكران الخوف الكيزان). وعمليا هي حفظت الامن في الخرطوم  الشخصي وامن المنشات ضمن اخوتها من بقية القوات . بل حفظت الامن الشخصي لبعض الشخصيات وحادثة الموتمر الشعبي ليست ببعيدة  وظلت تقدم ادوار  جليلة وعظيمة في مسيرتها العملية من حيث القتال والعمل الاجتماعي   والمساهمات الانسانية والوطنية واشتركت بامر من الدولة السودانية في عاصفة الحزم ومازالت تتواجد في السعودية
وبرز قائدها كواحد من القيادات العسكرية الوطنية التي انحازت لصالح الثورة والثوار   واشتركت في كل عمليات حفظ الامن  لوحدها او مع نظائرها من القوات الاخري  وهي لم تشذ ابدا عن دورها في المنظومة الامنية داخل وخارج البلاد  وظلت ملتزمة بقانونها الذي حدد مهامها وواجباتها 
في اطار الوضع العسكري فهي تعمل وفق قانونها  دون اي مخالفة لاي امر عسكري داخل وخارج الوطن
ولكن الامر جاء لما دخلت السياسة حيث صار قائدها نائبا لرئيس مجلس السيادة وهذا الموقع يتطلب  التدخل في الشان السياسي  وليس له علاقة بوضع القوات المهني  ولذلك الهجمة الان علي هذه القوات ليس من منظور مهني ولكن من منظور سياسي ومعلوم ان العمل السياسي لكل قوة عسكرية هو واجب ثانوي تمليه بعض الظروف وفي السودان هو امر استثنائي املته ظروف المرحلة الانتقالية  والصراع الان بين الدعم السريع والجيش ليس صراحا مهنيا ولا لان الجيش ضد الدعم السريع ولا يرغب فيه ولا لانه لا يقدره ويعلم ادواره التي قام بها في الماضي وتضحياته  وايضا ما سيقوم به مستقبلا ولكن لان المواقف السياسية اختلفت بين قائد الدعم السريع وقيادة الجيش   وقام هذا الوضع الذي نحن فيه الان
عليه مطلوب التمييز بين المواقف السياسية الموقتة والعابرة وبين المواقف المهنية  والصحبة والمهام العسكرية
ثانيا يجب ان يفزز قادة الدعم السريع بين ماهو سياسي وماهو عسكري مهني صرف  وبين الاستراتيجي والتكيتكي  ولذلك تحشيد الجيوش الذي يتم في الخرطوم الان لا علاقة له بالعسكرية ودمج الدعم السريع او عدمه ولكنه رد فعل المواقف السياسية  لانه لم تحرك قوات لمهمة امنية او عسكرية من الدعم السريع رفض  قائدها الانصياع لتعليمات القائد العام
اذن امر الخلاف هذا ليس له علاقة بالدعم السريع او الجيش  ولكن هو بولتيكا سياسية  مطلوب ابعاد هذه اللعبة خارج منظومة السلاح
وميدان السياسة معروف ومعلوم وهي لعبة قذرة  يتدخل شيطان الانس فيها لمصالحه ليخرب اي علاقة اخوية او عسكرية او اي علاقة حتي الانسانية
عليه يجب ان يفهم البرهان وحميدتي ان مسئوليتهم الوطنية تتطلب التفريق بين العسكري والسياسي  وان لا تكون مواقفهما السياسية سببا لصراع مسلح بين القوتين (الجيش والدعم السريع )
الامر الاخر يجب علي الساسة الابتعاد عن الشان العسكري  لانه لعبة خطرة  وهو لعب بالنار. ستحرق  كل من يحاول اللعب بها
الامر الثالث هنالك اخرين من الساسة قصيري النظر  ينظرون الي قوات الدعم نظرة خطا وهي قوات قبلية او قوات جهوية او قوات قادتها جهلاء او.  او. كثير من النظرات التي لا تفيد الوحدة الوطنية ولا تخدم مصلحة عامة  ولا تندرج تحت مصلحة السودان ولا تقوم علي حكمة  ولذلك مطلوب من الجميع  النظرة الشاملة للقضايا الوطنية  والعلاج بالحسني دون اللجو لعلاج الكي  وكذلك مطلوب من ممارسي السياسة ان يتخلوا عن التعالي وامراض التعصب والغرور  والمصالح القريبة  حتي ولو علي حساب الوطن
عليه اعتقد ان قوات الدعم. السريع قوات مفيدة ولها نظائرها في العالم وليست هي التجربة الوحيدة في العالم وهي شقيق الجيش وليست بعيدة عنه رغم ما يقول قانونها  وسيجدها الجيش سند وعضد له في السنوات العجاف  وارجو ان لا يفكر قادة الجيش تفكير السياسيون قصيري النظر  يهدموه بينانهم الذي بنوه في سنوات الجدب  وينفضوا غزلهم وبحياكه ومؤمرات السياسين  التي لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقي
نصيحة اخيرة للاخ الفريق اول محمد حمدان دقلو  وسع الماعون  وكن علي مسافة واحدة من الكل تربح.  ووطد علاقتك مع اخوتك في الجيش تكون اول الكاسبين
العداء والهجمة التي عليك الان لا لانك قائد الدعم السريع ولكن لمواقفك السياسية  لا مانع من الموقف السياسي ولكن كن دائما في الموقف الرمادي  وهي وصفة  وحكمة  سياسية يتبعها كثير من السياسة
وقديما الخليفة عبدالله التعايشي. كان يقول (قلد في عالم امرق سالم)
اختار المستشار الامين الصادق قبل القرار
ورسالة الي كافة  اهل السودان الدعم والسريع والجيش كلاهما قوات السودان فلنسعي  بينهم بالحسني و نتحاشي  الوقيعة بينهم  ولابد من دمج الدعم السريع في الجيش ولو طال السفر  ولكن الحكمة تقتضي بالصبر وغدا قد تتغير المواقف السياسية وقد تتبدل من حال الي حال  ودوام الحال من المحال
ولنستعمل   القاعدة (الذهبية ان احببت احبب هونا. وان عاديت عادي هونا صديق اليوم عدو الغد )

مسار
  

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.