كورونا يقلب الحياة في لبنان رأسًا على عقب

كورونا يغير شكل حياة اللبنانيين / Gulf News
0

انتشار فيروس كورونا في لبنان أربك يوميات السكان بمختلف شرائحهم، وقلبها رأسًا على عقب، في ظل تدابير حكومية صارمة لمواجهة الوباء، وحتى صباح الخميس، أعلنت السلطات وفاة 4 أشخاص، وإصابة 139 آخرين بالفيروس.

كورونا في لبنان

التزمت معظم المدن والقرى، بشكل شبه كامل، بالإقفال وعدم التجول إلا للضرورة، تنفيذا لخطة الطوارئ الصحية التي أقرتها الحكومة، الأحد الفائت، لمكافحة كورونا والحد من انتشاره في لبنان .

ودفعت هذه الحالة المستجدة، بالمواطن إلى تغيير عاداته اليومية وسلوكياته مرغما، بسبب تداعيات الفيروس على صحته.

ويتعامل اللبنانيون بقلق مع النمط الحياتي الجديد الذي فرض نفسه من دون إذن، محاولين التأقلم معه، رغم قدرتهم على التكيف مع جميع الأوضاع مهما صعبت.

الصلاة وحفظ النفس البشرية

في إطار إجراءات الحد من تفشي كورونا، أعلنت دار الفتوى تعليق الصلوات في المساجد، بما فيها صلاة الجمعة.

وعن حيثيات القرار، يقول رئيس دائرة أوقاف البقاع (شرق)، الشيخ محمد عبد الرحمن، وفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء، إن “الفيروس دخل من دون إذن وأرضخ الدول الكبرى، فما كان منّا إلا أن نأخذ الحيطة والحذر حفاظا على المصلين”.

ويتابع: “نصّت مقاصد الشريعة الإسلامية على حفظ النفس البشرية، فمن واجبنا الحفاظ على المصلين في ظل نقص الإمكانات الطبية والمخبرية في بلادنا”.

ويختم عبد الرحمن، إمام بلدة مجدل عنجر أيضًا: “نلتزم بالصلاة والدعاء في بيوتنا، ونحن رهن إشارة دار الفتوى حين ترى أن الخطر قد زال”.

الكنيسة تخاف على أبنائها

على الصعيد ذاته، يؤكد كاهن رعيّة السيدة (قضاء عاليه)، الأب بسام سعد، إقفال الكنيسة وتعليق القداديس، في ظل صدور قرارات حكومية وصحية إلى حين زوال الخطر.

ويقول سعد: “الكنيسة تخاف على أبنائها، ومن واجب الجميع الوقاية من الوباء، والحجر الصحي، كما أوصت الجهات المعنية”.

ويشدد سعد، على ضرورة إفصاح كل مريض عن إصابته حتى لا يتسبب بأذية الآخر، متمنيا أن تمر هذه الأزمة الصحية العالمية على خير.

اختفاء حياة السهر

لبنان الذي اشتهر بحبه للحياة والسهر، يشهد اليوم إجراءات وقائية شديدة في إطار مكافحة كورونا ، تعد الأولى من نوعها والأكثر صرامة، خصوصا بعد تسجيل 4 حالات وفاة.

المواطن إلياس غسطين (45 عاما)، يعرب عن أسفه لأن هذا العام لن يشارك في قداس عيد الفصح، لافتا إلى أن كورونا غيّر عادات العيد.

ويقول: إن “كنيسة قريتنا في جبل لبنان (وسط)، طمأنتنا أنها ستبث قداس العيد مباشرة على صفحتها عبر فيسبوك”.

تفادي الاختلاط

وفي السياق، يلفت نعيم برجاوي، مراسل قناة “الجديد” المحلية، إلى أن المؤسسة اتخذت إجراءات احترازية عدة حرصا على السلامة العامة، بينها تفادي الاختلاط ، وتقليص عدد الصحفيين في غرفة الأخبار إلى أدنى حد.

ويقول: “اتفقنا على برنامج عمل جديد في ظل الأزمة الراهنة، إذ نعمل بأسلوب التناوب، حتى جميع المقابلات السياسية نجريها بواسطة (تطبيق) سكايب”.

أما حسين الجوهري، الصحفي لدى إحدى المواقع الإخبارية، فيشير إلى أنه يغطي أبرز التطورات من منزله، ويتواصل مع رئيس التحرير والمراسلين عبر تطبيق “واتسآب”، مشددا على أنها تعد سابقة في مسيرته المهنية.

تحذيرات برلمانية

بدورها حذرت البرلمانية اللبنانية رولا الطبش، عبر تغريدة في حسابها بتويتر، إلى عدم اعتبار فيروس كورونا عيبا للمصاب أولعائلته في لبنان ووصفت بالعيب كل من يتستر على إصابته ويخفي أعراضه ويعرض نفسه ومحيطه للعدوى.

وقالت رولا : نتيجة المقاربة الخاطئة، أصبح مريض الكورونا وعائلته يشعرون بالذنب والخوف، والأخير يدفع المواطنين إلى تجاهل الأعراض التي قد تظهر وتخبئها عن الطبيب.

وتابعت: الكورونا ليس عيبًا، بل العيب في إخفاء الأعراض وتعريض النفس والمحيط للإصابة. داعية إلى التعاضد الاجتماعي، من أجل تطويق الفيروس والحد منه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.