مبادرات إنسانية يعيشها الشارع اللبناني للتكاتف أمام كورونا

إجراءات احترازية في الشارع اللبناني خشية كورونا \ Voice of America
0

انتظمت في الشارع اللبناني عدد من المبادرات الإنسانية لمجابهة وباء كورونا الهادفة إلى منع اختراق الفيروس للبلد الذي يعاني في عدة نواحي لا سيما الاقتصادية.

فمناحي الحياة في الشارع اللبناني قد تغيرت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة الماضية، حيث طغى الهلع من كورونا على مناحي الحياة كافة وشل الحركة الاجتماعية والاقتصادية بشكل كلي، كاشفًا هشاشة القطاع الطبي في البلاد.

ووما يزيد من الأمور تعقيدًا، هي الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان منذ العام 1990 عقب انتهاء الحرب الأهلية، كما شهد البلد منذ أكتوبر من العام الماضي احتجاجات شعبية مطالبة بتغييرات سياسية واقتصادية.

حظر تجوال ليلي

وفي تقرير أعدته وكالة (الأناضول) للأنباء، ذكر بان الحكومة اللبنانية شددت من نطاق القيود المفروضة منذ الأسبوع الفائت على المواطنين إذ فرضت حظر تجوال ليلي لمدّة 10 ساعات وكلّفت القوى العسكرية والأمنية بتنفيذ هذا القرار، كما أغلقت جميع المرافق البحرية والبرية والجوية حتى 12 أبريل المقبل.

وحتى ظهر الأحد، ارتفع عدد الإصابات في عموم لبنان إلى 438 حالة مع تسجيل 10 حالات وفاة.‎

مبادرات إنسانية

ومع اشتداد أزمة كورونا في البلد، كان الشارع اللبناني على أهبة الاستعدد للقيام بمبادرات إنسانية واجتماعية لافتة للبنانيّين، كشفوا فيها عن روح الأخوّة والتكاتف فيما بينهم، في ظلّ تضرّر جميع الطبقات الاجتماعيّة من تداعيات الفيروس وتوقف غالبيّة العمّال عن أعمالهم.

وكانت الفئة الأكثر تضرّرًا “المياومين” أي الذين يعملون بأجر يومي، بسبب اضطرارهم لتطبيق الحجر المنزلي الذي أقرته الحكومة في أعقاب تفشي كورونا.

وتتجلى روح التعاون بوضوح بين جميع الطبقات الاجتماعية من خلال التفاف أصحاب الهمم والأيادي البيضاء، لسد النقص ومساعدة العائلات المتضررة بعد توقف الأعمال، وعدم استطاعة بعضها أن تتدبر قوت يومها.

حملة شعبية لمحاربة كورونا

في هذا السياق، يقول الناشط الاجتماعي، كفاح الفاضل: “أطلقنا أنا ومجموعة من المتطوعين حملة شعبية لمحاربة كورونا، تهدف إلى مجابهة الوباء من الناحية الصحية والاجتماعية“.

ويتابع الفاضل في حديثه: ” يشارك في هذه الحملة 200 متطوع، يقدّم كل واحد منهم بحسب طاقته وموقعه المتواجد فيه رؤية علمية ومنهجية لمكافحة الوباء”.

ويشرح: “ارتأينا أن يكون هناك دور ومساهمة لمساعدة كل أبناء الشمال اللبناني بما فيه مدينة طرابلس، الضنية، عكار وباقي البلدات، من خلال مد يد العون لمن يحتاجون المساعدة من المرضى أو المواطنين الملتزمين بالحجر الصحي”.

تبرعات إسفيرية

بدورها، أطلقت جمعية “أجيالنا”، مبادرة إنسانية يساعد من خلالها الشارع اللبناني العائلات المتضررة من فرض حظر التجوال، والتي قدرعدد أفرادها بحوالي 9850 شخصًا، من خلال جمع التبرعات على منصات التواصل الاجتماعي.

وتحدّثت مسؤولة المساعدات، زينة سيف عن المبادرة قائلة: “فيروس كورونا انعكس بشكل سلبي على العائلات اللبنانية التي بالكاد تستطيع تأمين قوتها، لذا أطلقنا منذ أيام معدودة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات ومساعدتهم”.

وتابعت: “طلبنا من المؤثرين والفنانين المشاركة في هذه الحملة لجمع أكبر كمية ممكنة المساعدات”.

إجراءات استثنائية

أعلنت الحكومة اللبنانية يوم الخميس الماضي ، عن تمدد حالة التعبئة العامة لمواجهة تفشي فيروس كورونا إلى 12 أبريل المقبل وإغلاق كافة المؤسسات الخاصة من 7 مساء حتى 5 صباحا لمواجهة انتشار الفيروس في البلاد.

واتخذت السلطات إجراءات استثنائية لمواجهة تفشي الفيروس، شملت إغلاق المؤسسات العامة والخاصة، مع بعض الاستثناءات الضيقة، والحد من حركة التنقل إلى أقصى الحدود لحمل المواطنين على بدء حجر منزلي.

بدوره كشف رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، أن الحكومة تدرجت تصاعدياً بما يتناسب مع وتيرة انتشار فيروس كورونا في لبنان والعالم وأن الإجراءات الحكومية نجحت في الحد من انتشار الفيروس في لبنان.

ودعا دياب قيادة الجيش والأجهزة الأمنية والبلديات لزيادة الإجراءات والتشدد على المواطنين للالتزام بالإجراءات للحد من انتشار الفيروس في البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.