مشابك سياسية
تتسارع وتيرة الأحداث في البلاد وتتباطأ، لكنها لا تنتهي ابداً، فمنذ سقوط البشير ٢٠١٩ والاوضاع في فترة الانتقال تتشابك هنا وهناك، وتتلاحق في قاسم مشترك واحد يجمع بينها، عنوانه العريض هو البحث عن كيفية الخروج من الازمة والمأزق معاً، ما يجعل الجديد حاضراً في الأحداث بل ومتوالياً. ومع هذا التلاحق والتشابك، نظل نستعرض ونحلل ونقف على مجريات الأحداث حال وقوعها، وفق ممكن ومُتاح المساحات، خلال مشابك الأسطر التالية..
مهرجان السلام وتصريحات دقلو.. تعافي دارفور
يلتئم اليوم بحاضرة غرب دافور الجنينة مهرجان السلام حيث يشهد مباراة قمة تجمع الهلال والمريخ، وبدا واضحاً الاثار الايجابية لجولة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو حيث بدأت تتعافي من اثار الاحتراب القبلي وذلك باتفاقيات الصلح التي شهدها دقلو
وتقاطر جموع من الفنانين والرموز المجتمعية والسياسية منذ صباح امس صوب الجنينة للمشاركة في فعاليات مهرجان السلام
وفي مؤتمر اذاعي امس تحدث حميدتي عن ان مهرجان السلام الذي تستضيفه ولاية غرب دارفور دليل على تعافي الولاية من النزاعات والصراعات التي عانت منها منذ ثلاث سنوات دون مبرر راحت ضحيتها أرواح عزيزة.
واضاف ان السودان عانى بسبب الفتن، وأن الحكومة عازمة على فرض هيبة الدولة بعد المصالحات التي ابرمت، والعمل على إرجاع النازحين إلى قراهم الاصلية، غير ان بعض تصريحات الرجل الثاني اثارت جدلاً وتباينت ردود الافعال حول مغزاها ولعل ابرزها حديثه عن انهيار الدولة وعدم إمكانياتها كما ان اتهاماته لبعض الأجهزة الأمنية بان لها دور في الصراع الموجود في كل السودان لم تخل من التساؤلات حول توقيتها هذا بجانب حديثه عن اتفاق سلام جوبا حيث المح الى ان البعض لم يلتزم بها وان هناك حركات مسلحة أظهرت سلوكيات غير منضبطة وخالفت القانون
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد ان تصريحات الرجل تكفي لاقالته من الدولة لجهة انه هو نائب رئيس مجلس السيادة وبالتالي انتقاداته مردودة عليه، واعتبر عبد الماجد ان اتهامه لبعض الاجهزة الامنية فيه مزايدات لجهة ان تدخلاته هي التي اضعفت الاجهزة الامنية وعد محدثي ان تواجده بدارفور لفترة طويلة هو هروب من مسؤولياته.
مراقبون سياسيون اعتبروا ان تصريحات حميدتي امس بالجنينة خصماً على المكون العسكري ربما تعتبر حالة من اليأس لدى دقلو غير انهم اتفقوا على ان زيارته لدارفور اسهمت في استتباب الامن ولها اثار ايجابية تتعلق برتق النسيج الاجتماعي والمصالحات الشهيرة بين المساليت والقمر والقبائل العربية الموجودة في غرب دارفور واعتبروا ان تواجده بالمناطق الملتهبة يزيد من رصيده ويرسل رسائل إلى المجتمع الغربي الذي كان دائماً يوجه رسائل سالبة للحكومة بسبب الصراع بدارفور.
مرشحون جدد لرئاسة الوزراء .. هل هي بالونة اختبار؟.!!
بعد أن غابت الترشيحات لاشهر بفعل تداعيات الحوار بين فرقاء المشهد السياسي السوداني، عادت اسماء مرشحي رئيس الجهاز التنفيذي إلى واجهة المشهد مجدداً وذلك في اعقاب الانباء المسربة عن اعتزام رئيس مجلس السيادة الدفع بحكومة تصريف مهام جديدة في الاسبوع الثاني من اغسطس المقبل. وانحصرت الترشيحات في ثلاث شخصيات ابرزهم د. مضوي الترابي الاستاذ بجامعة الخرطوم وكذلك مرشح ثان وهو السمؤال حسين وايضاً ورد اسم رئيس السلطة الانتقالية السابق بدارفور د. التجاني السيسي. دائرة الترشيحات ركزت على شخصية د. مضوي الترابي والتي ليست هي المرة الاولى التي يرد اسمه في القوائم حيث سبق وان اعتذر ليخلف حمدوك في اوقات سابقة.
مراقبون لم يستبعدوا ان يكون ترشيحاً مقبولاً وخياراً معقولاً نظراً لتمتع الرجل بامكانيات هائلة برسم السياسات كما انه يعتبر قريباً من داعمي التحول الديمقراطي الغربيين ويتمتع باستقلالية تامة في مواقفه ورؤيته خلافاً لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك المتماهي مع ما يطلبه الغربيون، وقد سبق وأن عرض عليه البرهان خلافة حمدوك لكنه اعتذر، وفق ما أفاد بذلك في إحدى مقابلاته .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.