يبدو أن معركة سد النهضة الدائرة بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بمياه نهل النيل قد طرقت أبواب نجوم الغناء في إثيوبيا، الذين غنوا مؤخرًا بأغنيات يرونها “دفاعًا لحقوق بلادهم” في المياه.
وبحسب موقع (بي بي سي عربي) بدأت إثيوبيا في شهر يونيو الماضي، بملء خزان السد الضخم الذي تشيده على نهر النيل الأزرق مما قد يؤثر على حصص المياه في دولتي السودان ومصر.
احتفال الإثيوبيون
وجراء موسم الأمطار الغزيرة هذا العام، امتلأ خزان سد النهضة بحوالي 4.9 مليار متر مكعب من المياه، ما يعني أنه بات جاهزًا لتجريب العمل لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقام الإثيوبيون بالاحتفال بعد ذلك عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “إنه سدي” #itsmydam إلا أن التوترات بين الدول الثلاثة: إثيوبيا، مصر والسودان لا تزال قائمة في الكيفية التي سيتم بها تشغيل السد وكمية المياه التي ستتدفق مستقبلًا.
ومنذ أن بدأت إثيوبيا بتشييد السد قبل حوالي عشرة أعوام ظلت معركة سد النهضة قائمة مع مفاوضات متعثرة للغاية إلى يومنا الحالي.
غناء الإثيوبيون
أشهر فناني إثيوبيا ونجم البوب هنالك، تيدي أفرو، قام قبل أيام بإطلاق أغنية فسرها البعض بأنها تحوي تهديد لمصر بأن تتعلم كيفية المشاركة في مياه نهر النيل.
وجاءت الأغنية تحت عنوان “ديمو لي أباي” باللغة الأمهرية وتعني بنوع من التحدي “إذا جربونا على النيل”، وتحوي الأغنية ما تقول عنه إنه “الوقاحة المصرية” ، مع وجود تلمحات بأن مصر، الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، ليست هي المتحكمة في هذه القضية.
وفي أغنية تيدي أفرو، عمد الفنان الإثيوبي أن تصل رسالته إلى أكبر فئة ممكنة، حيث قام بوضع ترجمات لكلمات الأغنية باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية عبر إحدى صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي.
ومن هذه العبارات: “أنا امتلك مياه النيل” و ” أظهرت لطفي وكرمي لكن صبري الآن بدأ ينفد”.
العالم سيرى
وهنالك أغنية أخرى في معركة الإثيوبيين حول سد النهضة لكنها بلهجة تتصف بحدة أقل، غناها المغني الشاب زربابل مُلا، جائت تحت عنوان “إثيوبيا”.
الأغنية المصورة “فيديو كليب” للفنان الشاب، لم تشر إلى السد في كلماتها، لكنها حملت مقاطع توضح علمية التشييد خلال الأغنية التي اطلقت في شهر يونيو الماضي.
وتأتي في الأغنية عبارات مثل: “باتت السماء صافية الآن، ويمكن للعالم كله أن يرى” كإشارة بأن العالم كله سيرى التقدم الإثيوبي.
“النيل كلمة النبوة”
وفي أغنية أخرى غناها الثنائي ميكادس أبيبي وتاديسي ميكاتي أباي، وتحمل اسم “يا تيتبيت كال” بالأمهرية وتعني “النيل كلمة النبوة”، توضح أن إثيوبيا قد “بدأت يوم جديد” كما تحث المواطنين على التبرع حتى يتم تشييد السد.
وبات العديد من هذه الأغاني شائعا ومفضلا في محطات الراديو في العاصمة، أديس أبابا، ويبث في أوقات منتظمة.
مليون مشاهدة
أغنية تيدي أفرو، أحدثت ضجة واسعة عبر الشبكات الاجتماعية، وبعد إطلاقها على موقع اليوتيوب شاهدها أكثر من مليون شخص خلال 24 ساعة فقط من إطلاقها.
ومن الواضح أن معركة سد النهضة التي تجددت في الفترة الماضية قد حفزت كثير من الإثيوبيين على التبرع لبناء السد. وتوضح الإحصاءات الحكومية أنه قد تم جمع 116 مليون بير أي (3.2) مليون دولار من الناس، وهو مبلغ يفوق كثيرًا ما تم جمعه في الفترة التي سبقت التوترات الأخيرة.
