مناورات عسكرية موريتانية تخنق محاولات تسلل جبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة
بعد تحرير بوابة “الكركرات” الحدودية من طرف القوات المسلحة الملكية، لم تعد نواكشوط تتعامل بتساهل مع محاولات تسلّل عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية إلى أراضيها، وهو ما تكشفه المناورات العسكرية المرتقب إجراؤها خلال الأسبوع المقبل.
وتأتي المناورات العسكرية في “بلاد شنقيط” وسط التوتر المتصاعد بالمنطقة منذ أواخر العام الماضي، ما جعل موريتانيا تحصن حدودها الشمالية من خلال إنشاء منطقة عسكرية بمحاذاة الحدود المغربية، سعياً منها إلى محاصرة الإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة التي كانت تستغل “الثغرات الأمنية” لعبور تلك الأماكن.
بذلك، قرّر الجيش الموريتاني إجراء مناورات عسكرية بالحدود الشمالية قصد بعث رسائل واضحة إلى قيادة جبهة البوليساريو، مفادها أن القوات المسلحة الموريتانية أصبحت تراقب أراضيها بصرامة، ولم يعد بالإمكان تنفيذ محاولات التسلّل إليها، ما يعني أن البلد المُجاور بدأ يستوعب المتغيرات الحاصلة في قضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد أقر عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إن “موريتانيا تبعث رسائل قوية إلى كل الجماعات العابرة للحدود، لاسيما تلك التي تحترف الأعمال غير المشروعة، تؤكد من خلالها أنها لن تسمح لعناصر البوليساريو باستخدام حدودها في كل ما يتعلق بتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأضاف الفاتحي، أن “موريتانيا توجه رسائل قوية مفادها أن الحدود الهشة لن تظل كذلك بعد الآن، بعدما كانت فضاء مدرا للدخل بالنسبة للجماعات المحترفة للأنشطة غير المشروعة”، ثم مضى شارحا: “تكرس المناورات العسكرية الموريتانية تأييد نواكشوط للتحالف الدولي المعني بتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
كما أوضح الخبير القانوني في ملف الصحراء أن “موريتانيا تلفت إلى أنها ستواجه كل الجهات التي تنشد الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، ذلك أنه لن يكون بوسع أحد استباحة الحدود في القيام بمواجهات وأنشطة غير مشروعة، خاصة أن جبهة البوليساريو ظلت تتيح لعناصرها التحرك بكل أريحية على الشريط الحدود الموريتاني، إلى جانب أجزاء من الصحراء”.