مناوي: ما حدث في جبل مون عار على دارفور كلها

0

في اليوم الذي كانت فيه حاضرة ولاية جنوب دارفور نيالا تحتضن ملتقى الإدارات الأهلية بولايات دارفور، الباحث عن صيغة مثلى لوقف الاقتتال القبلي، تجدد الصراع في ولاية غرب دارفور، لتستمر بذلك المتوالية الهندسية للصراعات القبلية في الإقليم، الذي يطمح أهله في مغادرة محطة العنف والدماء إلى رحاب التنمية والاستقرار والرخاء.

إنهاء العنف:

وعلى مدار يومين ينعقد ملتقى الإدارة الأهلية بنيالا بتشريف حاكم الإقليم، مني أركو مناوي، وولاة الولايات، ورؤساء الإدارات الأهلية بالولايات الخمس؛ لبحث الأزمة، ووضع التوصيات والتصورات الخاصة بإنهاء حالة العنف وبسط الاستقرار، والتعايش السلمي في مختلف أرجاء دارفور، ومعلوم أن الإدارة الأهلية تلعب دوراً فاعلاً في توجيه وقيادة المجتمع في الإقليم، ويقع عليها عبء كبير في الانتقال بالمجتمعات من نقطة الصراع المتجدد إلى نقطة الأمن والسلام المجتمعي، وإخماد نيران الفتنة، وإيقاف السعي نحو إشعال الحرائق، والأوضاع بدارفور؛ لما تتمتع به الإدارات الأهلية من مكانة ووضعية وسط الناس اكتسبتها عبر السنين الطويلة من خلال أدوارها الفاعلة في حل الخلافات وإنهاء الصراعات .

حلول دائمة

وشدد حاكم دارفور، مني أركو مناوي، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لملتقى الإدارات الأهلية بولايات دارفور الخمس، أمس الأحد، على ضرورة أن ينتهي الملتقى إلى توصيات قوية تفضي لإيجاد ووضع حلول دائمة لمشاكل دارفور، وتعهد مناوي بالعمل على ترقية وتطوير الإدارات الأهلية بالأقليم، وقال إنها تعتبر صاحبة القدح المعلى في استتباب الأمن وأضاف: “علينا وضع ميثاق للملتقى يرسم خارطة طريق الاستقرار والتعايش السلمي، وأن يكون ذلك مفتاحاً لتعميم فكرة الملتقى على بقية مناطق البلاد”، وتابع مناوي: “نسعى بكل جهد لإنهاء الصراعات واستتباب الأمن من خلال الأجهزة الأمنية، وهي جهود لابد أن تتوج بدور الإدارة الأهلية وتعاونها، ودمجها مع الأجهزة الأمنية والقضاء لتحقيق العدالة، وإنهاء الشعور بالظلم، ومحاسبة المعتدي والمعتدى عليه، وتقديمهم للعدالة”، وأردف: “إن الإدارة الأهلية ينبغي عليها قيادة التثقيف بالسلام، ووقف استخدام القبيلة في الصراعات والمشاجرات بين الأشخاص، وحرق القرى عشان مشاجرة، وهذا أمر “شاذ وشين”.وأشار مناوي إلى أنهم يهدفون إلى خلق استقرار لتحقيق الخدمات والتنمية، وأي خدمة لن تتم إلا بالتوافق والسلام، وأوصى بتكوين آلية مشتركة للإدارة الأهلية بالإقليم، وتأسيس آلية للحوار الإقليمي ومناقشة القضايا كافة، وقال: “نحن متمسكون بوحدة البلاد، ولا نرغب في تقرير المصير، وكل الحركات متمسكة بهذا، ونحن متعايشون في كل مناطق السودان، ولكن هناك من يدفعنا للانفصال، وهذا شيء غريب، لا أدري لماذا تصدرت هذه الرؤية المشهد، لافتا إلى أن تعزيز وحدة السودان يكون بتعزيز التعايش السلمي، وإيقاف حرق القرى والاغتصاب، ووصف مناوي الأحداث التي شهدتها منطقة جبل مون بأنها عارٌ على دارفور كلها، وكشف مناوي عن اتفاق مع السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة لإقامة مشاريع استثمارية بالإقليم، وقال إن وفداً استثمارياً ضخماً سيصل نيالا خلال اليومين القادمين لبحث سبل تنفيذ المشاريع، وأضاف أنه اتفق مع الإمارات على ربط طريق (الفاشر ــ نيالا)، وتأهيل مطار نيالا، وإنشاء مستشفيين في الفاشر والجنينة.

مناوي في حديثة بالملتقى، قال إن البلاد تعيش أوضاعاً سياسية معقدة، مشيراً إلى أنها انعكاس طبيعي لعدم جلوس أبناء السودان مع بعضهم بعضاً، وتراكم التظلمات والمشاكل منذ الاستقلال، وأضاف: “لا يمكن لنا الخروج من هذا الوضع إلا بجلوسنا ووضع ميثاق يحدد كيف يحكم السودان، وليس من يحكمه”، وتابع: (هذا موقفنا وثابتون عليه، وسنلعب أدواراً مختلفة من أجل هذا الحوار الحقيقي الذي يجعل البلاد تخرج من أزمتها، ولنجعل كل السودانيين يشعرون ببعضهم البعض، فالموت في بري، وفي دارفور وبورتسودان كله واحد)، منبهاً إلى أن الإدارات الأهلية هي صاحبة القدح المعلى في تحقيق ذلك، وتوحيد وجدان الشعب السوداني.تحقيق العدالةوفي السياق قال والي شمال دارفور، نمر محمد عبد الرحمن إنهم في حاجة إلى تشكيل قيادة عسكرية وأمنية وشرطية واحدة بدارفور، وأضاف أن تحقيق الخدمات لن يجئ إلا بعد استتباب الأمن، متوقعاً أن يخرج الملتقى بتوصيات تسهم في خفض الجريمة وإنهاء الصراعات القبلية وبسط العدالة، ونبه نمر بالقول: “ينبغي على الإدارة الأهلية أن تعي بأن محاربة الجريمة واجب، وعدم محاباة المجرم أيا كان جنسه أو اسمه أمر مطلوب بشدة في هذه المرحلة، وتابع نمر أن مكونات دارفور الاجتماعية متنوعة ولابد من فتح صفحة جديدة للقبول بالآخر والتعايش السلمي بينها، وأشار نمر إلى أن تحقيق العدالة والمساءلة يجب أن يمضيا سوياً مع التسامح والتصالح، لافتاً إلى أن الإدارة الأهلية في الإقليم الآن تعقد مؤتمراً تاريخياً، وعليها تشكيل لجنة مشتركة للتحرك بأسرع ما يمكن عند حدوث الصراعات، وعلينا أن نعمل على تقوية إمكانات الإدارة الأهلية.وقال نمر في كلمته بالملتقى إن رجال الإدارة الأهلية ينبغي أن لا ينشغلوا بالسياسة، وعليهم العمل وسط المجتمع وقيادته فقط نحو تحقيق السلم المجتمعي، وبحسب نمر فإن الابتعاد عن السياسة يعيد لهم هيبتهم واستقلاليتهم، ودورهم في سلامة المجتمع، والالتزام بذلك سيعيد الهيبة للإدارة، باعتبار أن الصبغة السياسية تؤدي دوراً عكسياً، وتصنف المجتمعات..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.