من أين أتيتم ياهؤلاء..؟

▪️كما اللعنة تهبط من السماء حلوا علينا ذات يوم أسود..حالك السواد..متشح بالسوء والقبح والكٱبة وسوء المٱل..جاءوا تصحبهم الكراهية.. ويملؤهم الغل.. وتشحنهم البغضاء..
▪️(ماكنا كويسين)..بلادنا معافاة..طرقنا سالكة..وكبارينا مفتحة..ومدننا وسيمة..لا تعرف العنف والخراب..نهاراتها ملأي بالسعي الدؤوب.. وأمسياتها حافلةبالأنس اللذيذ ..
موشحة بالدفء بالأمان ..وشوارعها ٱمنة لايغلقها ويستبيحها السفهاء..ثم يوشحوها بالهباب والرماد والسواد والسكن..ثم يردموها بالحجارة..ثم لاتأمن علي مالك ونفسك من الخطف والهلاك..
▪️(ماكنا كويسين)..قبل أقبح شعار أو هتاف منذ خلق الله الكون وبسط الأرض وأنشأ السماء.. تسقط بس..التي أسقطت كل جميل وكل فضيلة وكل نبل وقيمة وجمال..وجعلت عاليها سافلها..وتسيد المتردية والموقوذة والنطيحة وماأكل السبع والرعاع مقاليد الأمور..وسادت لغة السب والقبح والإنحطاط..وصار الملاحدة والمطلوقات شهداء..وامتلأت المشارح وثلاجات المشافي بالجثث..وازكمت نتانتها و رائحتها الأنوف..
▪️(ماكنا كويسين)..لم تعرف البذاءة طريقا لهتافاتنا ومجالسنا ومنتدياتنا..ولم تسد لغة أسفل المدينة ومفردات الإنحطاط حياتنا..ولم نقدم السفهاء وفاقدي السند والرشد والأدب الصفوف..ليسيئوا الأدب مع الكبار والأعمام والٱباء بإسم الثورة..انتفت كل الحدود والخطوط الحمراء والقيم والقوانين..طالت يد الرعونة ولغة الشوارع وبذاءة الهتاف مؤسساتنا.. ولم تسلم منها وزاراتنا ومحلياتنا ..حتي المساجد..وخلاوي القرٱن والشيوخ الصائمون..طالتهم يد البطش والعنف واللاأدب..وامتلأت المدينة بالجيوش وأنتقل التمرد لقلب الخرطوم..
▪️(ماكنا كويسين )..لم نعرف روح التشفي والإنتقام وتصفية الحسابات..وتشويه سمعة الناس.. واعتقال الأبرياء..والسجن بلا محاكمة ولا علاج..حد الموت..ثم المصادرة و الإستيلاء علي الممتلكات والأموال بإسم الثورة..رغما عن أنف القانون والضمير والعدالة..استبدلت وسائل الإعلام بمنصات القضاء والعدالة..لنشر الغسيل وإشانة سمعة الأسر والكيانات..
▪️(ماكنا كويسين)..رئيسنا وحتي أصغر مسئول لايفتتح الخطاب إلا بالبسملةوالثناء والحمد لرب العالمين..والصلاة علي الرسول..تسيدت الخطب لغة القاع وأسفل المدن والعورات وختان الإناث والمثليةوحقوق المرأة والجندر وسيداو..صارت المريسة تراث..يحتسيها حفظة القرٱن بدارفور..وعبدة الأوثان وأهل الصلبان واليهود مع أهل الإسلام سواءا سواء..صار النضال سبا وشتما وتهريج..
▪️(ماكنا كويسين)..أربعة أعوام من عمرنا العزيز صارت هشيما تذروه الرياح..بين مواعيد البرهان الكذوب الكذوبة..وانتظار توافق لن يأتي إلا مع نفخة إسرافيل..ومكايد حميدتي والمؤامرات والمغارز.. وشراء الناس بالبكاسي والمال وتجارة الدين(الكعبة)..
وإدعاءات الأنا وعشق الذات..والشكية كل خطاب وحين..أربعة أعوام ساد منابرنا عرمان وجعفر ووجدي وعملاء السفارات وكل ناعق جهول..ضال مضل..وركب فوق ظهورنا ذوو العيون الخضراء والقلوب السوداء..وغابت العزة و البركاوي وعصا البشير..
▪️(ماكنا كويسين)..وقودنا شبه مجان..ودواؤنا مدعوم..ورغيفتنا فاخرة وسعرها متاح..نعيش بالستر والعافية..والأمن والأمان..والقلوب الطيبة..واهتمام الحكام بشأننا.. قبل أن يبدلنا الله نعيما بجحيم..ورخاءا بغلاء..وأمنا بخوف..وحكاما منا وفينا يشيلوا الفاتحة..ويعرضوا في الأفراح.. نراهم مغبرين في المقابر ومجاملين في سرادقات العزاء ويزاحمونا في صفوف الصلاة..وفي الأعياد..بعملاء ثمن عمالتهم وأقصي طموحهم فقط هو امتلاء الجيوب..
▪️خسئتم..

محمد تاج السر

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.