القاهرة وأديس أبابا .. من يكسب ودّ السودان بملف سد النهضة ؟
تسائلت صحيفة (إلباييس) الإسبانية عن مدى قدرة القاهرة أو أديس أبابا على كسب ودّ السودان بملف سد النهضة الشائك والذي تشيده إثيوبيا على النيل ويجد معارضة مصرية.
وأوردت الصحيفة أن كل من مصر وإثيوبيا تسعيان من أجل إقناع السودان بموقف كل دولة سعيًا للتوصل إلى حل نهائي بشأن ذلك النزاع الذي طال أمده.
وأضافت أن الوقت ينفد أمام الأطراف المعنية بالأزمة التي وصلت إلى طريق مسدود، ونقلت عن موقع صحيفة “مدى مصر” المصرية أن القاهرة والخرطوم رفضتا مؤخرًا اقتراحًا قدمته أديس أبابا بشأن المرحلة الأولية من التعبئة، والمقررة بالفعل هذا الصيف، وطالبتا بالتفاوض على تفاهم نهائي.
معارضة مصرية
منذ إعلان إثيوبيا رغبتها بتشييد سد النهضة وجدت معارضة مصرية على ذلك، حيث تتخوف القاهرة كما تقول مرارًا وتكرارًا من تأثر حصتها من مياه النيل جراء اكتمال السد.
وعارضت مصر تمامًا بدء تشغيل السد دون اتفاق مسبق، لكن أديس أبابا تصر على أنها ستستمر في خططها مع أو دون اتفاق مع القاهرة.
وتشيد إثيوبيا سد النهضة على نهر النيل الأزرق، حتى يكون أكبر سد كهرومائي في القارة الإفريقية، وتقول إنه اكتمل بنسبة 73%، وتعول عليه لرفع قدرتها على توليد الطاقة بنسبة 115%. لكنّ مصر -التي تعتمد بنسبة 98% على مياه النيل- تخشى من أن يؤدي البناء إلى الإضرار بحصتها من ذلك المورد الثمين.
انسحاب الوفد الإثيوبي
وأشارت الصحيفة وفقًا لما نقله موقع (الجزيرة نت) إلى أن الدول الثلاث كان من المقرر أن توقع في فبراير الماضي، على اتفاقية ترعاها الولايات المتحدة بشأن ملء السد وإدارته، لكن الوفد الإثيوبي انسحب في اللحظة الأخيرة.
وتريد أديس أبابا إعادة فتح المفاوضات بملف سد النهضة لكن القاهرة ترفض دفن نص الاتفاق الذي رعته واشنطن وتتهم الإثيوبيين بعرقلة التفاوض من أجل فرض الأمر الواقع على الدول الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن السفير المصري محمد حجازي -المساعد السابق لوزير الخارجية والمقرب من فريق التفاوض- قوله إن “ما تحاول مصر الآن القيام به هو العمل مع السودان وإثيوبيا من خلال الدبلوماسية المباشرة وغير المباشرة، للعودة إلى طاولة المفاوضات”.
السودان مع من؟
وعقب فشل المبادرة الأميركية، قامت كل من القاهرة وأديس أبابا بتكثيف نشاطهما الدبلوماسي من أجل كسب دعم لموقفهما، في الوقت الذي يعتبر فيه موقف السودان أكثر تعقيدًا لكونه يمر فترة انتقالية ديمقراطية هشة، ولا يوجد توافق في آراء القادة.
وتقول الصحيفة الإسبانية إن قادة الجيش في السودان لديهم ميول تجاه موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما المدنيين بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك نجدهم يميلون إلى موقف الحكومة الإثيوبية ورئيسها آبي أحمد.
تنزالات
بحسب الصحيفة، فإن إثيوبيا ومصر قدمتا تنازلات ملحوظة للسودان في الأسابيع الأخيرة، بهدف كسب وده في الصراع حول سد النهضة.
ففي منتصف أبريل الماضي، تنازلت أديس أبابا للخرطوم عن منطقة حدودية كانت موضع نزاع بين الطرفين طوال سنوات.
ومن جهة أخرى، أعلنت الحكومة السودانية قبل أيام عن ربط شبكتها الكهربائية بالشبكة المصرية، بعد استثمار القاهرة مليون دولار لتخفيف عجز إمدادات الكهرباء الذي يعانيه السودان. وتعرض أديس أبابا على الخرطوم سد هذه الفجوة بمجرد أن يكون السد بكامل طاقته.