مواكب الغد.. كيف سيكون الموقف؟

0

وسط تغيرات المشهد السياسي وتلاحق الأحداث، تطل ذكرى ثورة ديسمبر في عامها الثالث، بصورة ورؤية مختلفتين. تطل الذكرى لتجد أن المشهد السياسي ما عاد كما كان، فشراكة الساسة والعسكر ذهبت أدراج الريح، والساسة أنفسهم انقسموا فيما بينهم، فمنهم من يدعم اتفاق البرهان وحمدوك، ومنهم من آثر البقاء على موقفه. تطل الذكرى لتجد أن السياسية لعبة الممكن والمستحيل أحالت حمدوك من خانة مؤسس المدنية وأحد رموز الثورة، إلى خانة العمالة والتماهي مع الجيش، هكذا هو المشهد الذي تحل فيه ذكرى الثورة التي أطاحت بدكتاتورية البشير، لتجد أن يوم الغد هو ليس يوماً للاحتفال بها كرمزية تاريخية أسقطت النظام، بل تحل وسط مطالب مختلفة، وحراك دائم في الشارع الذي ظل على ما هو عليه يزداد إصراراً وتمسكاً بمطالبه في كل يوم. تساؤلات كثيرة حول السيناريوهات المتوقعة خلال مواكب الأحد، فكيف ستكون الصورة عقب الاختلافات التي اعترت فترة الانتقال؟

على الرغم من الدعوات المختلفة للمليونات مؤخراً، الا انه بدا واضحاً بأن العسكريين ماضون في الإجراءات التي أقدموا عليها في يوم ٢٥ أكتوبر، وكذا الشارع الذي يزداد إصراراً، ما يجعل التوقعات عصية حول تحقيق الأهداف في ذكرى الثورة الثالثة، ويرى محللون ان مواكب اليوم ستكون مثل سابقتها لن تحقق اي هدف على اعتبار أن الوسائل متعددة والدعوات من أطراف متعددة ولكل شخص مطلب مؤكدين عدم استجابة العسكر لذلك، متوقعين خروج الناس بأعداد اقل نسبة لخوفهم من القتل الذي يحدث في كل مليونية داعين المواطنين للتعامل بحكمة والاستفادة من السلبيات التي حدثت في المسيرات السابقة.

وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة في مليونية التاسع عشر من ديسمبر يرى المحلل السياسي خالد حسن بشير انها ستكون مثل سابقتها متوقعاً بأنها لن تحقق شيئاً كما انها ستجر الشارع الى اشياء في غنى عنها على حد قوله، مشيراً إلى أن المسألة بها نوع من العجلة والسرعة وبدون تخطيط كما وصفها وقال في تقييمي ان هذه المليونية لن تكون أقل من سابقاتها وعلى الشارع تصحيح المسار والابتعاد عن السلبيات التي حدثت في الماضي وأضاف التغيير هو خير والشعب اجتهد في ثورته وحدثت مشاكسات في نصف الطريق لذلك لا بد من الحوار لان الخلافات لا تسير أمة الى الأفضل داعياً الشعب للتعامل بحكمة والاستفادة مما مضى.

بالمقابل يؤكد المحلل السياسي احمد عابدين عدم استجابة المكون العسكري لمليونية التاسع عشر من ديسمبر كما انها لن تحقق شيئاً لان الهدف والوسائل ليست واحدة متوقعاً ان تعقبها قرارات شبيهة بقرارات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وسوف يشكل بصورة أخرى شبيهة بدولة المهدية مشيراً إلى حدوث سيناريوهات مختلفة ومطالب شتى لان الشارع لم يصبح على رأس قيادة واحدة لافتاً الى ان لجان المقاومة لها هدف والحزب الشيوعي ايضاً له ووجود أجندة عالمية تعمل على تشتيت الشارع وهناك من يخرج لذكرى اعلان الاستقلال والثورة واخرون لهم مطالب متعددة مؤكداً عدم تحقيق اي مطلب في هذه المليونية وأضاف واقع يوم الغد من خلال توقعاتي فإن الجماهير سوف تخرج ولكنها ليست بالكثافة السابقة لان المواطنين أصبحوا خائفين في كل موكب يسقط قتلى والدعوات انطلقت من أطراف شتى وتساءل لمن سوف تستجيب المؤسسة ولمن تسلم السلطة في حال عدم الإجماع هل لفولكر وأعوانه؟ لان هناك أشخاصاً يريدون لفولكر ان يحكم السودان.

وبالحديث عن ما هو متوقع في مليونية الغد وصفها المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر بأنها تتويج المسيرات التي سبقتها وتلخيص للانتقال الديمقراطي بالبلاد وقال إن المسألة الأكثر وضوحاً هذه المسيرة تم اعتراضها بانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر منوهاً إلى أن هذا الانقلاب خلق ردة فعل عنيفة لدى الثوار ودعاة التغيير مما وجد تعاطفاً من المجتمع الدولي والاقليمي وتابع هناك مظهر بأن المدنية حدث لها انحراف وتوقع ان يحدث في مسيرة الغد التراجع لما قبل ٢٥ أكتوبر او انهاء التعامل مع العسكريين لافتاً الى تراجع وتماهي  المجلس العسكري مع مدنية الدولة التي أصبح الطريق أمامها مفتوحاً وأردف قائلاً اياً كانت الاحتجاجات فهي لتأكيد وتأييد المضي قدماً لتحقيق الديمقراطية وتوقع خروج الناس بأعداد كبيرة للتعبير عن الرغبة في التغير مؤكداً استجابة العسكر للشارع مع استمرار الشراكة والعمل على الانتقال عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وقال ليس هناك ما يدعو لزيادة قبضة القوات المسلحة في إطار شمولي جديد مؤكداً ان تكون مليونية ديسمبر خطوة قوية لتحقيق مدنية الدولة بدون انهيار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.