موجات غلاء الأسعار في الدول العربية.. لبنان نموذج
بات الغلاء في الأسابيع الأخيرة يسيطر على كافة أنواع السلع الاستهلاكية في البلدان العربية مع انتشار جائحة كورونا أو ماي عرف بكوفيد 19 .
أزمات متجددة
إذ أن التجار باتوا يعملون على استغلال هذه الفترة من أجل تحقيق ربح أكبر لبضائعهم المختلفة ويعملون على زيادة غلاء الأسعار غير آبهين لما يمكن ان يحدث للمواطن وما يترتب على هذه الزيادات بالنسبة للأسر الفقيرة التي لا تمتلك حتى قوت اليوم .
ونجد أن هذا الأمر يعود بالسلب على هذه الأسر الفقيرة في البلدان المختلفة، إذ أن معظم البلدان العربية الآن تعاني من ويلات الحروب والاقتتال فيما بينها، كسوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول، وعلى ذلك تأتي موجة الغلاء الطاحن التي تجعل البعض يلطم خده لما آل إليه الوضع في بلاده .
انخفاض قمة الليرة اللبنانية
وتعتبر دولة لبنان واحدة من هذه الدول التي عانت مؤخراً من الكثير من الأزمات كان أبرزها انخفاض سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي بشكل كبير بجانب غلاء الأسعار والمواد الاستهلاكية مع جائحة كورونا .
ولا شك أن انخفاض سعر الليرة اللبنانية ساهم بشكل كبير في انهيار الكثير من القطاعات في البلاد، إذ أن ارتفاع الدولار بنسبة 113% أمام الليرة اللبنانية في أكتوبر من العام 2019 كان مؤشراً خطيراً إلى أن القادم أسواء إذا لم تكن هناك حلول إيجابية من قبل السلطات في الدولة .
بلد غير منتج
ومن واقع الحال فإن لبنان لا يُعدّ بلداً منتجاً لما يستهلكه من الحاجيات والأغذية المختلفة، إلا ما قلّ وندر .
وما يدلل على أن هذا الأمر صحيح هو أنه قبيل أزمة شحّ الدولار كان يصدّر بنحو 3 مليارات دولار، بينما كان يستورد بضائع ومواد أولية من شتى الأنواع والصنوف ومن دول كثيرة حول العالم، بما تصل قيمته إلى نحو 18 مليار دولار .
وهذا يعني بأن لبنان كان يستورد عملياً 6 أضعاف ما كان يصدّره إلى شركائه التجاريين من عرب وأجانب مجتمعين .
وهذا الأمر ساهم بعجز كبير للغاية في الميزان التجاري في البلاد، إذ أن هذا الأمر بات واحداً من الأسباب الرئيسية التي سحبت سيولة الدولار من شرايين الاقتصاد الوطني، والتهمت تقريباً نصف احتياطي العملات الصعبة لدى “مصرف لبنان” المركزي .
أزمة غلاء
وتقول العديد من وسائل الإعلام في لبنان بان أسعار المواد الاستهلاكية بات يزداد يوماً بعد الآخر بسبب جائحة كورونا .
كما أن هناك تخوف كبير لدى المواطنين مع اقتراب شهر رمضان المعظم من ارتفاع الأسعار بشكل أكبر، وهذا مما لا شك فيه يعمل على ترويع المواطنين ويقلق فئات كثيرة منهم لا سيما تلك الفقيرة .
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أصدر مساء الأحد مرسوماً يفيد بالتعبئة العامة في البلاد من قبل المواطن، لا سيما بعد تعليق العمل في الشركات والمؤسسات الخاصة والمحال التجارية على اختلافها، وأفاد القرار بأن الأفران وبقالات السلع الاستهلاكية والمنتجات الزراعية سوف تعمل من اجل توفير حاجات المواطن المختلفة .
عموماً يمكن القول بأن لبنان حالياً يعاني من الكثير من الازمات، وينتظرالبلاد الكثير من أجل النهضة والعودة للمسار الصحيح اقتصادياً وهذا يأتي بعد تسديد الديون والقضاء على الفساد المستشري في البلاد .