“الخلاص” فيلم يدعو لإعلاء الروح الوطنية في ليبيا
يقدم فيلم “الخلاص” الليبي الوثائقي قصة إنسانية على هامش الصراع الدامي بين قبائل “الزوية” العربية و”التبو” الإفريقية، الذي لطّخ الجنوب الليبي بسيل من الدماء على مدى 3 سنوات.
كما يتطرق فلم “الخلاص” لمخرجه حسن إدريس،الى الدور الذي لعبه أفراد هيئة الإسعاف في منطقة الكفرة جنوبي ليبيا أثناء الاشتباكات الطويلة بين قبلتي الزوية والتبو بين عامي 2012 و2015، والتي راح ضحيتها مئات القتلى، بينهم الكثير من النساء والأطفال وكبار السن.
ووفق إفادة مخرج “الخلاص”، إن الفيلم “يقدم قصصا إنسانية لعمال هيئة الإسعاف والطوارئ في مدينة الكفرة خلال الصراع، حيث تضم الهيئة مسعفين من الجانبين، العرب والتبو، وكيف استطاعوا فرض مبدأ الحياد على الجميع، رغم أن هذا الأمر لم يلقى قبولا اجتماعيا لدى القبيلتين”.
مضيفا أنه “في نهاية الأمر تم فرض مبدأ الحياد، من خلال مساعدة وإسعاف كل من احتاج إلى العون من طرفي الصراع، بغض النظر عمن يقدم المساعدة الطبية”.
وقد تم إنتاج الفيلم بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتم اختياره للمشاركة في مهرجان البحرين السينمائي، ومهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة
وشهدت الكفرة قتالا عرقيا بين عرب الزوية وقبائل التبو الإفريقية بدأ في فبراير 2012، واستمر حتى عام 2015 في شكل اشتباكات متقطعة بعد اتهامات متبادلة، فقبيلة الزوية اتهمت التبو بمهاجمة الكفرة مدعومة بمرتزقة من تشاد، فيما قالت التبو إن الزوية هي من بدأت الهجوم.
كماوقعت اشتباكات أخرى بين قبائل التبو وقبائل الطوارق وبينها وبين قبائل ولاد سليمان .
ولم يبذل الرئيس الليبي الراحل معمر القدافي جهدا كبيرا قبل 2011 في نشر الروح الوطنية بين السكان، ويتهمه البعض بالاعتماد على محاولة شراء الولاء عبر الرشاوى وغيرها، بديلا عن تنمية الحس الوطني والتجانس بين الليبيين.