نترات الأمونيوم .. ما هي ؟ وكيف وصلت إلى مرفأ بيروت ؟

انفجار في مرفأ بيروت أمس الثلاثاء يُخلف أضرار كبيرة للغاية
2

شهدت العاصمة اللبنانية ​بيروت​، عصر أمس الثلاثاء، انفجاراً هائلاً هز البلد بأكمله، وكأنه هزة أرضية، دمرت البشر والحجر، حدث في العنبر (المستودع) رقم 12 في مرفأ بيروت، الذي يحتوي على نترات الأمونيوم دون وجود رواية رسمية نهائية، تؤكد سبب الانفجار الذي تجاوز عدد ضحاياه حاجز المئة والجرحى بالآلاف، فما هي هذه النترات ؟

نترات الأمونيوم

إن مادة نترات الأمونيوم هي عبارة عن حبيبات بيضاء ليس لها رائحة مثل الملح، تتم صناعتها بتكلفة قليلة عن طريق مزج الأمونيا وحمض النتريك، وهو مادة كيميائية صناعية تعد متوسطة الانفجار، وهي أقوى من البارود بأربعة أضعاف، بينما تتفوق عليها مادة “تي إن تي” في قوة الانفجار، وهي شائعة الاستعمال في صناعة الأسمدة لأنها مصدر غني بالنيتروجين للنبات، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة المتفجرات لاسيما في مجال التعدين والمناجم.

أين تكمن خطورة هذه النترات ؟

ووفقاً لموقع Chemie.de الألماني، نقلاً عن موقع DW، “إن خطورة نترات الأمونيوم تكمن في طريقة تخزينها ومعايير الأمان المتبعة في ذلك، فبحسب إذاعة “إم دي إر” الألمانية، “تصبح هذه النترات قابلة للانفجار في حالة تخزين كميات كبيرة منها قرب بعضها البعض، ففي هذه الحالة تسخن النترات، وتشتعل إذا ما كانت الكمية المخزنة منها كبيرة للغاية، ثم تتفاعل مع الأوكسجين الذي يزيد من قوة اشتعالها”.

سماد من نترات الأمونيوم أعلى خصوبة - موهوبون | موقع المخترعين ...
حبيبات من نترات الأمونيوم

كيف حلّت نترات الأمونيوم في لبنان ؟

يتحدث موقع shiparrested، المعني بمجال الملاحة والبواخر، نقلاً عن موقع النشرة، أنه في 23 سيبتمبر/ أيلول 2013، “أبحرت ​السفينة​ م/ت روسوس التي ترفع العلم المولدافي من ميناء باتومي في ​جورجيا​ متجهة إلى بييرا في ​موزمبيق​ حاملة 2750 طناً من نترات الأمونيوم وخلال رحلتها واجهت السفينة مشاكل فنية أجبرتها على دخول ​مرفأ بيروت​ وعند تفتيش السفينة من قبل سلطات ​الميناء​، تم منع السفينة من الإبحار”.

ويذكر الموقع أيضاً، “أعيد معظم الطاقم باستثناء القبطان و4 من أفراد الطاقم إلى بلادهم، ثم تم التخلي عن السفينة من قبل مالكيها بعد أن فقد المستأجرون وشركات الشحن اهتمامهم بالشحنة. وتقدم عدد من الدائنين بطلبات ضدها، وصدرت ثلاثة أوامر اعتقال ضد السفينة.

ويتابع قائلاً: “فشلت جهود الاتصال بالمالكين والمستأجرين وأصحاب البضائع للحصول على الزفعات المستحقة”، لافتاً إلى وجود خطر على القبطان والطاقم المتبقي على متن الطائرة بسبب قلة مواردهم والأغذية،بالإضافة إلى تقييد الطاقم على متن السفينة بسبب قيود ​الهجرة​.

وبعد أخذٍ ورد، ومحاولات دبلوماسية باءت بالفشل لإعادة الطاقم إلى بلادهم، يضيف الموقع،”اتصل الطاقم لاحقًا بالصحافة​ الأجنبية المتخصصة بتتبّع القضايا القانونية للطواقم البحرية المحتجزة طلباً المساعدة.

وبناءً على ذلك تقدّم مكتب محاماة “بارودي وشركائه” بطلب إلى قاضي الأمور العاجلة في بيروت للحصول على أمر يسمح للطاقم بالنزول والعودة إلى الوطن”.

وآنذاك أصدر قاضي الأمور العاجلة في بيروت دعوة إلى سلطات الموانئ ووكلاء السفينة للتعليق على طلب محامين الطاقم، والذين نجح طلبهم في النهاية وأمر القاضي وسمح بعودة أفراد الطاقم إلى وطنهم.

لكن بسبب المخاطر المحدقة بوجود وبقاء نترات الأمونيوم على متن السفينة، أفرغت سلطات مرفأ بيروت الشحنة في مخازن المرفأ، وبقيت السفينة والبضائع في الميناء في انتظار المزاد و/أو التصرف المناسب.

من كان على رأس السلطة وقت التخزين ؟

آنذاك، حين خُزّنت نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، كان على رأس السلطة اللبنانية، رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​، ​وزير النقل​ ​غازي العريضي​، ومدير عام ​الجمارك​ ​شفيق مرعي​.

وتعهد المسؤوليين اللبنانيين، وعلى رأسهم الرئيس ميشال عون بالعمل الجاد والفوري على كشف ملابسات ما حدث في مرفأ بيروت، ومحاسبة المسؤولين والمقصرين بأسرع وقت ممكن.

2 تعليقات
  1. […] نترات الأمونيوم .. ما هي ؟ وكيف وصلت إلى مرفأ بيروت ؟ […]

  2. […] نترات الأمونيوم .. ما هي ؟ وكيف وصلت إلى مرفأ بيروت ؟ […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.