نتنياهو يمتطي أزمة كورونا للتشبث بالسلطة!!

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهمًا من قبل الأوساط السياسية والغير رسمية باستغلال أزمة كورونا من أجل أن يحقق مكاسب سياسية تبقيه على السلطة.

في الوقت الذي تتواصل فيه الدوامة السياسية في إسرائيل وتزداد تعقيدًا بعد استقالة رئيس برلمانها (الكنيست) يولي إدليشطاين (الليكود) الأربعاء.

وتصاعدت حملة تبادل الاتهامات بين “الليكود” وكتلة “أزرق أبيض” على خلفية تعثر مساعي تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي كُلّف النائب بيني غانتس بتأليفها منذ عشرة أيام.

ومن الواضح ان التغييرات التي تسبب فيها فيروس كورونا في العالم امتدت بطبيعة الحال إلى إسرائيل، حيث يبدو أن الانتخابات الرابعة كابوسًا غير ممكن بالنسبة للإسرائيليين، وكذلك خيار الحكومة الضيقة بدعم خارجي من القائمة العربية المشتركة يبدو غير واقعي نظرا لوجود نواب معارضين داخل كتلة غانتس نفسه “أزرق- أبيض”.

استغلال أزمة كورونا

وتؤكد صحيفة (القدس العربي) في تقرير نشر اليوم الأربعاء، أن نتنياهو وفق العديد من الرويات الإسرائيلية يقوم حاليًا باستغلال أزمة الكورونا لصالحه الشخصي والحزبي وسط اتهامات بأن الحكومة لا تعالجها بشكل مهني حقيقي.

وتشير الصحيفة إلى أن عدة جهات إسرائيلية تشدد على عدم السماح لحالة الهلع من فيروس كورونا أن تعمي أعين الإسرائيليين عن رؤية أن نتنياهو وأعضاء الليكود يستغلون الأزمة للبقاء في السلطة حتى ولو بثمن تدمير الديمقراطية.

كما أن هذه الجهات تير إلى أنه تحت غطاء إدارة أزمة كورونا ، يقوم نتنياهو وحكومته بتحييد جهاز القضاء وعزل السلطة التشريعية.

التهرب من المحاكمة

كما أكد القطب في تحالف “أزرق أبيض” عضو الكنيست موشيه يعلون أن نتنياهو والليكود لا يقبلان نتائج الانتخابات التي جرت يوم 2 آذار الماضي وأسفرت عن عدم تمكن معسكر أحزاب اليمين واليهود المتزمتين (الحريديم) من الفوز بالأغلبية المطلوبة لتأليف حكومة.

وأضاف يعلون أن هذه هي المرة الثالثة التي يحاول فيها نتنياهو الوصول إلى 61 عضو كنيست كي يتهرب من محاكمته ويحكم كديكتاتور.

حكومة مناصفة

وخلال مقابلة أجرتها معه القناة الإسرائيلية 12، أكد بنيامين نتنياهو على أن حزبه اتفق بشكل نهائي مع منافسه “أزرق أبيض” لتأليف حكومة وحدة وطنية بينهما، لكن الأخير يرفض التوقيع على الاتفاق لسبب غير معلوم.

كما كشف نتنياهو تفاصيل الاتفاق قائلاً: “اتفقنا على تأليف حكومة مناصفة بيننا في كل شيء، في رئاسة الحكومة وفي عدد الوزراء”.

وتابع: “بمعنى أن أتناوب أنا عن الليكود وغانتس عن “أزرق أبيض” على رئاسة الحكومة، بحيث يقضي كل واحد منا سنة ونصف السنة في هذا المنصب. أما فيما يتعلق بالتشكيلة الوزارية، فقد اتفقنا على تقاسم الحقائب بشكل متساوٍ تماما فيما بيننا”.

أزمة كورونا

وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي، يعتقد محرر الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوسي فيرطر أن السيناريو الأقرب إلى الواقع والذي عكسته نتائج الانتخابات للمرة الثالثة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب بين نتنياهو وغانتس، لكن تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو يصعب إمكانية تحقيق هذا السيناريو كنوع من الوحدة الوطنية في حالة الطوارئ في ظل أزمة كورونا التي تعصف بالبلاد.

توقعات مخيفة

على صعيد متصل، توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، خلال اجتماعه مع مسؤولين وزارة الصحة ووزارة المالية، أن يصل عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في إسرائيل إلى مليون مصاب في غضون شهر و10 آلاف حالة وفاة، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة لوقف انتشار الفيروس .

إلى ذلك صادقت الحكومة الإسرائيلية على عدة قرارات جديدة، جاء من ضمنها أن المسافة لخروج المواطنين من المنزل لا يجب ان تتجاوز الـ100 متر، باستثناء الخروج بغرض شراء أغراض ضرورية.