هكذا غيرت جائحة كورونا مظاهر شهر رمضان في مصر
مع اقترابنا من انتصاف شهر رمضان المبارك في مصر ، تغيرت الأحوال هنالك بصورة لا تخطئها العين عما كانت عليه كل عام، سيما وأن جائحة كورونا ألقت بظلالها على المشهد وأجبرت المصريين على قضاء رمضان بصورة لم يعهدوها من قبل، حالهم حال كثير من البلدان الإسلامية.
فمع إجراءات التباعد الاجتماعي للحد من تفشي جائحة كورونا حل شهر رمضان المبارك والجميع في مصر يدعو الله بأن يزول البلاء ويعود العباد إلى طقوسهم الرمضانية المعتادة، ولكن حتى اللحظة لم يطرأ جديد ولا تزال الأمور على حالها.
لم يسمع المصريون نقرات المسحراتي كما في السابق، ولا تجمعات للعائلات عند الإفطار، حتى الفقراء باتوا يفتقدون لموائد الرحمن التي تسد جوعهم.
ووفقًا لموقع (الجزيرة نت) فهنالك العديد من الطقوس التي يمارسها المصريون خلال شهر رمضان نجدها قد تغيرت هذا العام على إثر جائحة كورونا أو ما يعرف علميًا بـ(كوفيد-19).
غياب موائد الرحمن
عرفت مصر منذ زمن طويل موائد الرحمن، وظلت إحدى المظاهر الرئيسية لأجواء شهر رمضان، وهاهي المرة الأولى لما يقرب من الـ10 قرون، تخلو فيها شوارع مصر من موائد الرحمن، والتي تقدم وجبات الإفطار والسحور للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وذلك بعدما قررت السلطات منعها، لكونها تمثل مركزًا للتجمع والاختلاط مما قد يساهم في نقل العدوى.
الولائم العائلية
على غير العادة فضل المصريون هذا العام إلغاء العزائم (الولائم) العائلية التي تتجمع فيها الأسر عند الإفطار، فرمضان هذا العام غابت عنه بصورة كبيرة تلك العادة بسبب رغبة كثير من الأسر المصرية الالتزام بضوابط التباعد الاجتماعي.
غياب المسحراتي
ينضم عمل المسحراتي إلى غيره من العادات الرمضانية التي تأثرت بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا في شهر رمضان المبارك، حيث غاب بشكل ملحوظ خلال ليالي رمضان الأولى، بعد أن كان يطوف شوارع وطرقات العديد من أحياء المدن والقرى لإيقاظ المصريين للسحور.
وبسبب حظر التجول الليلي في مصر، الذي يبدأ من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا، وتغريم من يخالف القرار، عزف الكثير ممن امتهنوا دور المسحراتي خلال أيام رمضان عن القيام بذلك، في حين قرر عدد محدود خرق القرار، ومضوا في التجول ليلا، وسط ترحيب الأهالي.
عدم الذهاب للأماكن التراثية
ارتبطت بعض المناطق التراثية والتاريخية في القاهرة بأجواء رمضانية خاصة، تقوم على وجود زحام وأجواء روحانية، خاصة تلك المناطق التي تحتضن المساجد التاريخية الشهيرة، وأبرزها مناطق حي الحسين والجامع الأزهر وجامع المعز، وأحياء السيدة عائشة والسيدة زينب، وقلعة صلاح الدين الأيوبي.
نشاط كرة القدم
كانت دورات كرة القدم الرمضانية من أبرز مظاهر الشهر الكريم في مصر، وتحظى بمشاركة واسعة من قبل فئات عمرية مختلفة، حتى على مستوى المتابعة، فقد كان ينظمها العديد من الأندية ومراكز الشباب، إضافة إلى عدد من المساجد الكبرى والجمعيات الأهلية.
غير أن ذلك اختفى بشكل كامل خلال هذا العام، وبات الأمر محصورا في تجمعات شبابية محدودة تسترق الأوقات في ظل حظر تجول ليلي.
وجبة السحور الجماعية
يتناول كثير من المصريين السحور خارج منازلهم في مطاعم وأندية تقدم وجبات خاصة للسحور، وذلك بهدف الاستمتاع بأجواء رمضان الليلية، والالتقاء بالأهل والأصحاب في توقيت السحور، ثم المضي إلى أحد المساجد القريبة لأداء صلاة الفجر قبل العودة للمنازل.
الجلوس على المقاهي
نسبة ليست قليلة من المصريين كانت تجد في جلسات المقاهي الليلية أحد الطقوس الرمضانية “المبهجة”، ففي الوقت الذي ينشغل به البعض بمتابعة مسلسلات رمضان بالمنازل، والبعض الآخر بصلاة التراويح بالمساجد، كانت هذه الفئة تلتقي بشكل يومي على المقاهي المنتشرة في المدن والريف المصري.
فقدت هذه الفئة مصدر بهجتها كذلك، وبات لزاما عليها البقاء في المنازل بعد قرار إغلاق المقاهي وحظر التجول الليلي.