وزير خارجية السودان يتحدث عن شروط التطبيع ورفع بلاده من “قائمة الإرهاب”
كشف وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وضع رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب مقابل التطبيع مع اسرائيل، وذلك خلال زيارته الخرطوم .
وقال قمر الدين، في حوار مع جريدة «التيار» إن بومبيو طرح، خلال زيارته إلى الخرطوم، بندين رئيسيين، أولهما التطبيع مع إسرائيل، والثاني هو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لافتا إلى أن «الأجندة وضعت البندين في سلة واحدة».
وأضاف أن رأي الحكومة السودانية كان واضحا ومتفقا عليه مسبقا، وهو أننا حكومة غير منتخبة والوثيقة الدستورية واضحة في هذه المسألة، وإلى حين اكتمال مؤسسات الحكم الانتقالي تبقى بعض الأسئلة الكبرى ليست من مهام الحكومة الانتقالية أن تتولى الإجابة عنها وفق موقع I24.
وأوضح قمر الدين بالقول «بومبيو عرض رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، ودعوة المستثمرين الأميركيين وكبرى الشركات للاستثمار في السودان وسمى بعض الشركات»، مؤكدا ثقته في أن السودان سيغادر القائمة بتطبيع أو بغيره.
ولفت قمر الدين إلى أن “رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طرح، رداً على عرض بومبيو، سؤالا مفاده ماذا يجني السودان اقتصادياً أو متى يرفع من قائمة الإرهاب؟”.
وأشار وزير الخارجية السوداني، إلى أنه حسب اعتقاده، فإن “بومبيو، لا يمانع حذف السودان من قائمة الإرهاب مقابل التطبيع، بجانب دخول كبرى الاستثمارات الأميركية إلى السودان وقد سمى بعض الشركات”، منوهاً إلى أن “بومبيو رد بأن حكومته ستدرس الأمر مع الجانب الإسرائيلي ومن ثم ترد”.
وأوضح قمر الدين أن “بومبيو لم يتحدث عن الجانب الإسرائيلي المعني بالتطبيع، لكن لم يقدم الالتزام الواضح، مثلاً يحدد سقف زمنياً لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأميركية، وطبعاً تحدث عن معونات أميركية وهي شئ لا يستحق الذكر”.
مؤكداً أن “قضية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب أصبحت قضية رأي عام أميركي، والإعلام الأميركي المؤثر يقول إن الوقت قد حان لحذف اسم السودان من قائمة الإرهاب”.
فشل مايك بومبيو في حث الحكومة على التطبيع
بعد زيارتهإلى العاصمة السودانية الخرطوم، حاول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو دفع الحكومة السودانية الانتقالية الحالية إلى التطبيع مع إسرائيل بطرق متعددة ومختلفة .
ومن الواضح بأن تطلعات وزير الخارجية الأمريكي في إقناع الحكومة السودانية كان كبيراً للغاية، إذ أن هذه الزيارة تعتبر الأولى لمسؤول أمريكي كبير للبلاد منذ العام 2005 حيث جاءت وقتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس .
ويرى بعض السياسيين بأن زيارة بومبيو جاءت في ظروف بالغة التعقيد تعيشها الحكومة السودانية تنقسم بين الأوضاع الأمنية المتقلبة في بعض اجزاء البلاد بالإضافة إلى الضائقة المعيشية التي ألقت بظلالها على الشارع السوداني .
وكانت زيارة مايك بومبيو قد جاءت في إطار جولة إقليمية لوزير الخارجية الأمريكي تشمل العديد من الدول العربية والأفريقية .
والهدف غير المعلن من هذه الزيارة هو دفع هذه الدول إلى التطبيع مع إسرائيل، وإشهارها التطبيع كما فعلت دولة الإمارات العربية مؤخراً، حيث عاب الكثير من السياسيين العرب خطوة الحكومة الإماراتية ووصفوها بالـ ” خائنة”.
ومن المتعارف عليه فإن الحكومة الانتقالية المتواجدة حالياً على سدة الحكم في البلاد لديها العديد من التيارات السياسية، كما أن عقيدة معظم هذه الاحزاب مختلفة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل .
إذ أن بعضها قام من أجل الحرية والديموراطية، والتي يعتقد معظم هذه لأحزاب بانها لا تتواجد في إسرائيل، والتي اغتصبت الأراضي الفلسطينية من أهلها قبل قرون مضت .