وسط ولاية الخرطوم أشبه بالثكنات العسكرية بسبب جمعة الغضب
أصبحت ولاية الخرطوم اليوم الجمعة، بمشهد الثكنات العسكرية بعد انتشار قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وجميع الأجهزة الأمنية الأخرى فى جميع أنحاء المدينة وإغلاق منطقة السوق العربي ومنع وسائل النقل دخول موقف جاكسون والاستاد نسبة لإجراءات امنية طارئة.
السوق العربي وعهد البشير
ويعتبر السوق العربي فى ولاية الخرطوم نقطة انطلاق الاحتجاجات منذ عهد الرئيس المعزول عمر البشير بسبب موقعه المتميز والذي يمكن المتظاهرين من الوصول إلى المناطق الحساسه فى الدولة مثل القصر الجمهوري ومجلس الوزراء وقيادة القوات المسلحة السودانية مما يضطر السلطات السودانية إلى إغلاقه بشكل دائم عند خروج أي دعوات للتظاهر.
جمعة الغضب
وانتشرت دعوات واسعة للخروج اليوم تحت مسمى “جمعة الغضب” نظمتها جهات تتبع للنظام السابق وتطالب الحكومة الانتقالية بالتراجع عن القوانين الجديدة التي قام بها وزير العدل نصرالدين عبد البارئ والتي تتمثل فى إلغاء عقوبة الردة وقانون جرائم المعلوماتية واباحة شرب الخمر لغير المسلمين.
وكان قد أكد الوزير بأن التعديلات القانونية الجديدة لم تلغ تحريم الدعارة وأن المادة القديمة بخصوص ممارسة الضعارة كانت مادة “فضفاضة” للغاية وتم استبدالها بمادة أخرة مُحكمة فقط.
قانون المعلوماتية والجيش السوداني
وأكدت القوات المسلحة السودانية فى الأسبوع الماضي، بأنها قد بدأت في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الناشطين والإعلاميين الذين وجهوا “إهانات” للجيش ضمن مخطط يستهدف جيش البلاد ومنظومته الأمنية المختلفة.
ووجدت هذه الخطوة سخطآ واسعآ فى الشارع السوداني واعتبرها عدد كبير من النشطاء والسياسين بأنها خطوة تهدف إلى الانغضاض على الديمقراطية وأنها لا تليق بالسودان بعد ثورة شعبية أطاحت بالنظام السابق بسبب قوانينه المقيدة للحريات.
وكتبت الصحفية البارزة شمائل النور على صفحتها فى الفيسبوك ” قبل تدوين البلاغات ضد النشطاء والصحفيين يحتاج الجيش إلى مواجهة حقيقة اتجاه نفسه، ويحتاج ان يجاوب ويتعرف لماذا يتم الإساءة إليه “.
وأضافت شمائل، بأن من الضروري على الجيش السوداني أن يعتزر للشعب وبصورة واضحه عن الخراب الذي حدث فيه وعن تدخله فى الأحداث السياسية بالبلاد وعن عدم حفظه لابناء شعبه فى المجزرة التي حدثت بالعام الماضي أمام بواباته فى القيادة العامة.