تعرف على يائير لابيد، منافس بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة
لأول مرة في مشواره السياسي، لم يخف زعيم المعارضة الإسرائيلية الجديد، والإعلامي سابقاً، يائير لابيد، رغبته بأن يصبح رئيس الوزراء القادم، وذلك عقب الانتخابات المقررة في 23 مارس/آذار الجاري، والتي يطمح فيها للإطاحة بخصمه اللدود بنيامين نتنياهو.
وفي مقابلة مع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، يوم الإثنين 15 مارس/آذار 2021، قال لابيد الذي يستند إلى استطلاعات رأي ترجح تصدّره: “أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لتغيير الأجيال في إسرائيل، أنا مستعد، حزبي مستعد، نمتلك الخطط الصحيحة، والقدرات والخبرات المناسبة، لقد خدمت في مواقع عديدة تؤهلني لأن أكون رئيس الوزراء القادم، وإذا كانت لدي الفرصة فمن المؤكد أن هذا سيكون شرفاً لي لخدمة بلادي”، بحسب تعبيره.
فمن هو يائير لابيد؟ وهل يكون رئيس الوزراء القادم في إسرائيل، إذا نجح في الأساس في الإطاحة بنتنياهو، أطول رئيس وزراء في تاريخ الكيان الذي أنشئ عام 1948؟
من هو “منافس نتنياهو العنيد” يائير لابيد؟
كان يُعرف مذيع الأخبار السابق يائير لابيد بـ”مظهره الأنيق وشخصيته القوية”، قبل أن يصبح أحد أبرز منافسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وولد يائير لابيد، البالغ 57 عاماً، في تل أبيب، والده وزير العدل السابق يوسف لابيد الذي ترك هو الآخر العمل الصحفي متوجهاً إلى السياسة، أما والدته فهي الروائية شلوميت لابيد.
وكان لابيد -وهو ملاكم هاو محب للفنون القتالية- كاتب عمود في إحدى الصحف قبل أن يتوجه إلى العمل التلفزيوني في القناة الإسرائيلية الثانية، وهو دور عزز نجوميته في أوساط الإسرائيليين. لكن في عام 2012 قرر لابيد دخول المعترك السياسي، وأسس حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل)، لكن لم يحظ بالقبول، إذ أعلن عن حزبه في وقت كان رائجاً لنجوم الإعلام الإسرائيلي استثمار شهرتهم في المجال السياسي.
نقطة التحول في مسيرة يائير لابيد
في انتخابات عام 2013، حصل حزب “يش عتيد” الذي يدعي أنه يتبنى المنهج “الوسطي العلماني” على 19 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 نائباً، واختير لابيد ليكون وزيراً للمالية لفترة وجيزة في عهد نتنياهو، وساعده ذلك في فرض نفسه كلاعب سياسي يحسب له حساب، كما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت.
ويرفع حزب لابيد شعارات “العدالة الاجتماعية للطبقة الوسطى” بالذات وصور نفسه كممثل لها، رغم أن ثروته تقدر بأكثر من 22 مليون شيكل، هو يؤيد حل الدولتين والانفصال عن الفلسطينيين، كضمان “لبقاء إسرائيل ذات أغلبية يهودية”.
كما أنه “لا يقبل بحدود 67، ويؤمن بوجوب إبقاء كتل استيطانية كبيرة ضمن حدود إسرائيل”، كما أنه ينادي بالتجنيد الإجباري لليهود المتدينين والعرب. وعرف لابيد بمواقفه العنصرية تجاه المواطنين العرب في إسرائيل، وصرح قبل سنوات بأنه “لن يجلس في المعارضة إلى جانبهم”. وفي إحدى مبادراته كوزير للمالية لحل أزمة السكن من خلال منح إعفاء ضريبي، اقترح “استثناء العرب من هذا الحق”، حيث لم يكمل هذا التشريع بسبب حل الحكومة.
وفي عام 2019، وأملاً في إسقاط نتنياهو الذي تلاحقه تهم الفساد، انضم حزب لابيد “يش عتيد” إلى تحالف “أزرق أبيض” الذي شكله رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس في ذلك العام.
وتواجه “أزرق أبيض” مع نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني، وتعادلا في ثلاثة انتخابات متتالية. وفي أبريل/نيسان 2020، قرر غانتس التحالف مع نتنياهو وتشكيل ائتلاف حكومي بقيادة رئيس الوزراء “في محاولة لإنقاذ الدولة في حربها ضد فيروس كورونا”.
ودفع هذا التحالف لابيد إلى الانسحاب من الائتلاف، واتهم غانتس “بخرق الوعد الأساسي الذي قطعه على أنصاره عندما أخذ على عاتقه مهمة الإطاحة بنتنياهو”. وفي لقاء سابق مع وكالة فرانس برس في سبتمبر/أيلول، قال لابيد إن غانتس كان يعتبر أن نتنياهو سيكون متعاوناً داخل الائتلاف.
وبعد انسحابه من حزب أزرق أبيض، دخل لابيد إلى الكنيست الإسرائيلي كزعيم لحزب “يش عتيد” وزعيم للمعارضة. ووصف حكومة الوحدة بين نتنياهو وغانتس التي لم تدم طويلاً، بأنها “ائتلاف مثير للسخرية”، إذ إن التواصل كان مقطوعاً بين وزرائها. وتوقع لابيد انهيار الائتلاف في ديسمبر/كانون الأول، وهذا ما حدث فعلاً، وسط توتر بين نتنياهو وغانتس.
لابيد يتصدر استطلاعات الرأي
تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية المختلفة، إلى أن حزب “يش عتيد” سيفوز بما مجموعه 18 إلى 20 مقعداً في الانتخابات، ما سيمنحه ثاني أعلى نسبة تصويت بعد حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو.
ومع أنه حل محل غانتس باعتباره القوة الأبرز في المعسكر المناهض لنتنياهو، إلا أن التقارير الإسرائيلية تقول إن طريق لابيد للحصول على غالبية 61 مقعداً لتنصيبه كرئيس للوزراء لا تبدو سهلة، وسيتطلب منه تشكيل تحالف أصعب مع اليمين واليسار والنواب العرب في الكنيست، ومن غير المعروف حتى اللحظة إن كان سيفعل ذلك أم لا.
وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت، إن “لابيد يدير الآن حملة رصينة وجادة، طارحاً نفسه بديلاً لنتنياهو، وأنه أصبح جاهزاً لهذه المنافسة، نادراً ما يجري مقابلات، يمتنع عن الاعتداد بنفسه وبدلاً من توبيخ خصومه (اليهود المتشددين) أعلن عن خطة بشأن تغير المناخ، ومن الواضح أنه يشن حملة على نتنياهو للحلول مكانه بأي ثمن”.