10 أعوام دمرت سوريا .. كوارث لا تحصى ونهاية لا تلوح بالأفق
تحولت سوريا بعد مضي 10 أعوام من الحرب والدمار والأزمات المتناسلة، المعيشية والإنسانية خاصة، التي ضربت مختلف مناحي الحياة ومرافقها،إلى بلد مستباح، لمختلف القوى الإرهابية والمتطرفة، وإلى ميدان صراعات ومقايضات دولية متداخلة.
فالوضح الحالي في سوريا مأساوي والأرقام والاحصاءات تكشف عمق الكارثة وفداحتها. ملايين من المشردين والنازحين داخل سوريا ، فضلا عن ملايين نزحوا لخارجها، وللمهاجر حول العالم، وكذا انهيار اقتصادي مريع بكل معنى الكلمة، حيث بات شبح المجاعة يكتسح الكثير من المناطق السورية المنكوبة.
حيث أصبح مجرد الحصول على الخبز اليومي، هو منتهى ما يتمناه المواطن السوري، مع تفشي الغلاء وارتفاع الأسعار الجنوني، والبطالة وتوقف عجلة الدورة الاقتصادية، وانهيار سعر الليرة السورية وغير ذلك الكثير من ملامح وعناوين الانهيار الكبير، الذي بات يهدد البلاد، وسط مراوحة في المكان، لجهة البحث عن مخارج سلمية وسياسية، تحقن دماء السوريين وتوقف المذبحة المفتوحة، التي وإن خفتت وتيرتها هنا أو هناك، لكن المشهد العام يثبت أن البلد ماض في طريق الهاوية.
تقرير منظمة الأمم المتحدة
وفق أرقام منظمة الامم المتحدة وإحصائياتها، فقد أسفر الصراع في سوريا منذ اندلاعه في العام 2011، عن أكثر من 387 ألف قتيل، وأدى إلى استنزاف البنى التحتية والاقتصاد، ومختلف المرافق العامة، وشل مجمل مضامير الحياة، فضلا عن تشريد أكثر من 7 ملايين سوري داخل البلاد، ويعيش جلهم في المخيمات ومراكز الايواء في العراء، وفي ظروف قاسية ولا إنسانية، وتهجير 5 ملايين ونصف خارجها، ودوما وفق تقارير الأمم المتحدة.
وتقدر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع، كما يكافح نحو 13 مليون نسمة، داخل سوريا للحصول على طعام قليل، بالكاد يسد رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
وقرابة 5 ملايين نسمة ونصف المليون هربوا خارج سوريا، معظمهم إلى دول الجوار، مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق، ثلثهم تقريبا من الأطفال دون عمر 11 عاماً، بحسب إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
كما |أن أكثر من مليونين ونصف المليون طفل سوري، خارج النظام التعليمي، بما يشبه تجهيلا مستداما لأجيال من السوريين، وتدميرا لمستقبلهم، ما ينعكس على تعميق الأزمة، وجعل تداعياتها طويلة الأمد، بحيث تستمر مفاعيلها التدميرية، لعشرات السنين القادمة.
ومع هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة، التي تتفاقم يوما بعد يوم، سياسيا لا نهاية تلوح في الأفقين القريب والمتوسط، للأزمة الوجودية هذه، فلا مبادرات جدية حول العالم لوقف الحرب وانهاءها، ما خلا المبادرة الإماراتية الأخيرة، التي لا زال مبكرا بحسب المتابعين الحديث عن نتائجها، وحظوظ نجاحها وتفاعل مختلف الأطراف المعنية معها، كونها أطلقت قبل أيام قليلة، عشية ذكرى مرور عقد على الحرب السورية .