زيارة حميدتي للقاهرة..ملفات السد والأمن والاقتصاد على الطاولة
أثارة زيارة حميدتي ، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني للقاهرة اليوم السبت العديد من التساؤلات والتكهنات في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد.
وكان دقلو قد وصل إلى القاهرة، ظهر اليوم السبت، في زيارة تستغرق يومين، تتضمن لقاءات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدير المخابرات العامة عباس كامل، وعدد من المسؤولين المصريين.
زيارة حميدتي للقاهرة جاءت لمناقشة عدد من الملفات، على رأسها موقف السودان الرسمي في قضية سد النهضة الإثيوبي، والتعاون المشترك في الملفات الأمنية والاقتصادية بين البلدين.
وبحسب ما جاء في موقع ” العربي الجديد ” فإن الزيارة تأتي بعد أقل من أسبوع على زيارة أجراها عباس كامل إلى العاصمة السودانية الخرطوم،.
مغازلة السودان
وجاءت زيارة كامل للتأكيد على بدء تحرك مصر علنا في مسار مغازلة السودان لدفعه للتوقيع على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة والانضمام إلى مصر في مطالبتها إثيوبيا بالتوقيع، حتى لا تبقى مصر في موقعها كطرف وحيد مؤيد للاتفاق الذي قالت السودان سلفا إنها توافق على 90% من بنوده، بينما رفضت إثيوبيا الاعتراف به بالكلية.
وقابل عباس كامل، في تلك الزيارة بكل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وحميدتي المعروف بعلاقته الوطيدة بالسيسي، وهو ما عضد التكهنات بأن زيارة حميدتي لمصر جاءت للرد على زيارة كامل .
وأبرز البيان الصادر من المخابرات المصرية “ بحث عددا من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الاقليمي والدولي التأكيد على دعم مصر التام للسلطة الانتقالية في السودان، والحرص على المساعدة في تلبية طموحات شعبه، وتضامن مصر، حكومة وشعبا، مع الشعب السوداني في مواجهة الإرهاب.
تغيير موقف السودان من سد النهضة
وفي وقت سابق قالت مصادر دبلوماسية مصريةإن القاهرة تريد بأي شكل في الوقت الحالي تغيير الموقف الرسمي السوداني للإعلان عن قبول التوقيع، لإظهار إثيوبيا كطرف منقلب على مائدة التفاوض.
وتجيء زيارة حميدتي للقاهرة للتباحث حول ما يمكن مصر من فتح خطوط اتصالات دولية مع الدول الفاعلة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لاجتذاب تأييد دولي ومؤسسي لموقفها المطالب بعدم البدء في الملء الأول لخزان السد في يوليو/تموز المقبل، إلا بعد الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل.
و أكدت المصادر الدبلوماسية أن مصر قطعت العديد من التعهدات لمساعدة مجلس السيادة السوداني، على مستوى الدعم الفني والمالي في مجالات الزراعة والنقل والطاقة، وأنها ستتوسط لدى بعض الدول لجذب مزيد من المساعدات والقروض.
وأكد هذا ما سبق وذكرته مصادر حكومية مصرية قبل زيارة عباس كامل للخرطوم، بشأن التواصل مع عدد من الجهات الدولية المانحة في أوروبا ووزارة الخزانة الأميركية، لدعم موقف السودان في المطالبة بالحصول على عدد من القروض التنموية وإسقاط مديونيات قديمة، في خطوة غير معلنة وصفتها المصادر بأنها “مفاجئة”.
ملف سد النهضة
وكشفت المصادر الحكومية أن السودان طلب منذ أشهر مساعدة مصر في هذا الأمر على هامش اجتماع تنسيقي حكومي، لكن السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي ومستشاريهما لم يعطوا الأمر اهتماما في حينه، ما فسرته بأنها “محاولة مصرية لخطب ود السودانيين واستمالتهم في قضية مفاوضات سد النهضة المتعثرة”وهو ما ستكشفه زيارة حميدتي للأراضي المصرية .