الحياة في لبنان بعد كورونا..تغيير عادات وارتباك

الحياة في لبنان
0

تغيرت الحياة في لبنان بعد انتشار فيروس كورونا المستجد مما أربك يوميات السكان بمختلف شرائحهم، وقلبها رأسا على عقب، في ظل تدابير حكومية صارمة لمواجهة الوباء.

والتزمت معظم المدن والقرى، بشكل شبه كامل، بالإقفال وعدم التجول إلا للضرورة، تنفيذا لخطة الطوارئ الصحية التي أقرتها الحكومة، الأحد الفائت، لمكافحة كورونا والحد من انتشاره ليتغير شكل الحياة في لبنان بصورة كبيرة. بحسب التقرير الذي نشر في وكالة الأنباء التركية الأناضول ” .

ويتعامل اللبنانيون بقلق مع النمط الحياتي الجديد الذي فرض نفسه من دون إذن، محاولين التأقلم معه، خاصة في ظل الأزمة اللبنانية رغم قدرتهم على التكيف مع جميع الأوضاع مهما صعبت. ودفعت هذه الحالة المستجدة، بالمواطن إلى تغيير عاداته اليومية وسلوكياته مرغما، وتبدل نمط الحياة في لبنان بسبب تداعيات الفيروس على صحته. ووسعت الحكومة نطاق القيود المفروضة منذ الأحد على المواطنين، كما قررت إغلاق جميع المرافئ البحرية والبرية والجوية، لمدة 11 يوما.

ويشهد لبنان اليوم وحكومة دياب إجراءات وقائية شديدة في إطار مكافحة الفيروس، تعد الأولى من نوعها والأكثر صرامة، خصوصا بعد تسجيل 4 حالات وفاة. رغم أن نمط الحياة في لبنان اشتهر بحب الحرية والسهر . واتخذت الحكومة اللبنانية تدابير عدة لمواجهة تداعيات كورونا على مختلف أوجه الحياة، لا سيما في الحركة والسفر والترفيه والعبادة والمتاجر والمعاملات الرسمية، ما أرغم المواطن على تغيير سلوكياته.

الثورة اللبنانية

ومنذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تشهد الساحة المحلية احتجاجات شعبية ترفع مطالب سياسية واقتصادية، ويغلق مشاركون فيها من حين إلى آخر، طرقات رئيسية ومؤسسات حكومية. ويؤكد المحامي والناشط السياسي لؤي غندور، أنه واكب الثورة اللبنانية منذ انطلاقتها، وبقي في الساحات إلى أن تأزمت الأوضاع الصحية مؤخرا.

ويوضح المحامي والناشط السياسي لؤي غندور، أنه واكب الثورة منذ انطلاقتها، وبقي في الساحات إلى أن تأزمت الأوضاع الصحية مؤخرا وطفت المشاكل على شكل الحياة في لبنان بسبب فيروس كورونا المستجد . من جانبه، يقول الناشط في حراك بعلبك (شرق)، محمد ديب عثمان: “بقينا في الخيام تحت الأمطار والثلوج، ولا شيء هزم عزيمتنا، وسنعود إليها في القريب العاجل، أما الآن فقد أرغمنا على الالتزام بالحجر الصحي ونقوم باتصالات شبه يومية مع الناشطين للتوعية من تداعيات كورونا”.

سينتيا سروجي، مهندسة بناء، في الـ 30 من عمرها، تقول إن الفيروس فرض عادات جديدة مثل وضع الكمامات واستخدام المعقمات وأضافت نمطا جديدا في الحياة في لبنان. وأضافت: “أصبحت المعقمات من البديهيات حتى لو نلتزم بالحجر المنزلي، كما أني أسعى للتأقلم مع هذا الوضع رغم صعوبته على نفسيتي”، متسائلة: “ولكن.. إلى متى؟!”.

نمط حياة مختلف

من جانبه، يوضح سامر حدشيتي (محاسب، 37 عاما) أن “تواصله مع أقربائه وزملائه في العمل يختصر عبر مواقع التواصل”، مضيفا: “لم أغب منذ 10 سنوات عن مكتبي، فهذا الوباء بدّل يومي بشكل كلّي وبدل شكل الحياة في لبنان “.

من جهتها، تقول مايا رعد (صاحبة صالة عرض): “قررت الإقفال المؤقت حفاظا على سلامة الزبائن والموظفين، رغم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها منذ اللحظة الأولى”. وتستطرد: “فور عودة الأمور إلى طبيعتها، سأبث الأمل والفرح في قلوب جميع المحيطين بي، لأن مع العسر يسراً”.

تغيير نمط الحياة

فيما لم تنف فاتن معيكي (40 عاما)، سكرتيرة، صعوبة تدريس أولادها في المنزل ومتابعة عملها عبر البريد الإلكتروني وتغيير نمط الحياة. وتعبر عن شعورها “بإرهاق نفسي، لأن أولادي الأربعة في المنزل وأتابع دروسهم مع أساتذتهم عبر سكايب، ولا ننسى أنني أكدس الطعام في المنزل خوفا من الأسوأ”. بدوره، يعرب الطالب في الشهادة المتوسطة، كميل يزبك، عن خوفه من الامتحانات الرسمية التي اقترب موعدها، خصوصا أن العام الدراسي الحالي لم يكن كغيره في ظل الاضطرابات والتعطيل، داعيا السلطات إلى الأخذ بالحسبان كل الأحداث الحاصلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.