مدينة ترهونة .. جرائم الغزو التركي مستمرة في ليبيا
في تطور جديد ولكنه ليس مفاجئا لسير المعارك في ليبيا، أعلنت حكومة الوفاق بسط سيطرتها على مدينة ترهونة بدعم تركي كبير كشف حجم تورط أنقرة في الصراع الدائر في البلاد.
لكن الأخطر من ذلك كان حجم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها القوات الموالية لحكومة السراج بدعم من المرتزقة والارهابيين والتي تذكر بجرائم سابقة شهدتها مدن غريان وصبراتة وصرمان.
واقتحمت تشكيلات الوفاق بقيادة تركية وبدعم من آلاف المرتزقة والإرهابيين الموالين لأردوغان مدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس.
أسلحة تركية
ودخل هذا الخليط الخطير من المقاتلين مدينة ترهونة تحت غطاء من “المسيرات” التركية، من 3 محاور، باستخدام أسلحة متطورة حصلت عليها حكومة الوفاق من النظام التركي الذي يقود المعارك بصفة مباشرة منذ أشهر.
وكانت قوات الوفاق أعلنت استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس. وتبعد ترهونة حوالي 95 كيلومترا من العاصمة، وهي تعد بوابة رئيسية للدخول إلى طرابلس.
ووفقًا لموقع (بوابة إفريقيا الإخبارية) خرج المئات من سكان مدينة ترهونة الليبية للتصدي لما وصفوه بالاحتلال التركي لمدينتهم، ولصد هجوم قوات الوفاق المدعومة بمرتزقةٍ سوريين وقوات تركية.
لكن المليشيات ومرتزقة أردوغان سرعان ما دخلوا المدينة دون قتال بعد أنسحاب الجيش الوطني الليبي منها وهو ما أرجعه اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، لرغبة الجيش في تجنيب المدينة الدمار. وأضاف المسماري : “تلقينا مطالب دولية بالتراجع 60 كلم عن حدود طرابلس، وقمنا بالانسحاب من منطقة ترهونة إلى مناطق آمنة”.
هيمنة تركية على قرار حكومة الوفاق
ويأتي الهجوم على ترهونة عقب زيارة قام بها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى تركيا ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان أكدت على الهيمنة التركية على قرار حكومة الوفاق.
ويرى مراقبون أن الهجوم على ترهونة هو محاولة من الوفاق وداعميهم الأتراك إلى تحسين شروطهم في أية مفاوضات مقبلة.
ويتطلع الأتراك إلى كسب ثمار دعمهم لحكومة الوفاق وللجماعات المسلحة المرتبطة بها وذلك عبر تفعيل اتفاقيات استغلال النفط والغاز من السواحل الليبية وشرق المتوسط بناء على مذكرة تفاهم.
إعادة تمركز
وكان الجيش الوطني الليبي أكد في وقت سابق أنه يقوم بإعادة تمركز وحداته خارج العاصمة طرابلس، مع شرط التزام حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار.
وأفادت القيادة العامة للجيش باسئناف العمليات وتعليق مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار، في حال عدم التزام الطرف الآخر.
وأشار البيان إلى أن الجيش اتخذ القرار بناء على موافقة القيادة العامة على استئناف المشاركة في لجنة وقف إطلاق النار، التي تُشرف عليها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ودعما للحل السياسي.
لكن التزام حكومة الوفاق يبدو صعبا في ظل رضوخها لأوامر أردوغان الساعي لمزيد بسط سيطرته على مناطق ليبية خاصة الهلال النفطي.
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي ،أن “الغزاة الأتراك لم يتقيدوا بأي التزام أثناء انسحابنا.. والطائرات المسيرة التركية واصلت استهدافنا رغم وقف النار الذي أعلنا عنه”.
أعمال انتقامية
ونقلت صحيفة “العين الاخبارية” عن شهود عيان أن مجوعات مسلحة، قامت الجمعة، بعدة أعمال انتقامية ضد ممتلكات المواطنين المدنيين الداعمين للجيش الوطني.
وأفاد شهود العيان بأن المليشيات أحرقت مزارع زيتون، واعتدت على المنازل والمحال التجارية وقامت بسرقة الممتلكات، مما اضطر مئات الأسر لترك منازلهم والنزوح شرقا باتجاه مدن إجدابيا وبنغازي.
وقامت المليشيات بعمليات تصفية ضد عدد من أهالي ترهونة الرافضين للخروج من المدينة والمتمسكين بمنازلهم وسرقت محتويات هذه المنازل، وفقا لشهود العيان.
كما تعرضت محطة كهرباء ترهونة، حسب شهود العيان، لأعمال تخريبية انقطع على إثرها التيار الكهربائي والاتصالات الأرضية والإنترنت المنزلي.
وفي غضون ذلك أعلن الهلال الأحمر بمدينة بني وليد جنوب غرب طرابلس، أن مايزيد عن 5000 عائلة نزحت من ترهونة خلال ساعات اليوم الماضية.