غرب ليبيا لقمة سائغة تتهافت عليها تركيا وإيطاليا بالتعاون مع حكومة الوفاق

شركة إنتاج النفط في ليبيا \ Al Bawaba
0

باتت المسعي التركية للسيطرة على غرب ليبيا تهدد المصالح الإيطالية في المنطقة، سيما وأن روما قامت بدعم حكومة الوفاق حينما دخلت العاصمة طرابلس في العام 2016، إلا أن إيطاليا حاليًا دخلت في مرحلة إعادة الحسابات منذ عامين تقريبًا على إثر التطورات العسكرية بأرض الواقع.

وهدفت إيطاليا في البدأ لدعم حكومة الوفاق لإحداث توازن عسكري يجعل من الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر يعود من جديد إلى طاولة المفاوضات.

إلا أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين رئيس الحكومة الإيطالية جوزبي كونتي ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج جعلت من المخاوف الإيطالية تتنامى خشية الأطماع التركية في ليبيا والتي تتعدى المهمة التي أوكلت إليها.

قلق إيطاليا

وأكد جوزيبي كونتي عن قلق بلاده إزاء استمرار التدخل الخارجي في ليبيا وعملية إرسال الأسلحة التي لا تزال مستمرة من قبل تركيا، مشيرًا إلى ان هذا التدخل سينعكس سلبًا على الاستقرار الليبي مما يزيد من معاناة المواطن، الأمر الذي قد يشكل خطرًا على دول الجوار الليبي فضلًا عن الأمن في أوروبا.

وأكد كونتي على ضرورة العودة إلى المسار السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين، لافتا إلى أن تقرير مستقبل ليبيا يجب أن يكون بيد الليبيين وحدهم وليس بأياد خارجية.

ودعا رئيس الوزراء الإيطالي إلى الإسراع في تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة في ليبيا خلفا للأميركية ستيفاني وليامز، مشددا على ضرورة عودة إنتاج النفط الليبي الذي يمثل ثروة الليبيين جميعا ومصدر دخلهم الرئيسي.

حيرة إيطاليا

ووفقًا لصحيفة (العرب اللندنية) فإن إيطاليا تسعى جاهدة لبسط نفوذها والحفاظ على مصالحها في ليبيا، في الوقت الذي بدأت فيه تركيا بفرض سيطرتها على منطقة حوية في غرب ليبيا والمسماة بـ”الدفق الأخضر” والتي يتم منها نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر إيطاليا.

وباتت إيطاليا حاليًا في حيرة من أمرها عقب التوغل التركي في الأراضي الليبية، لا سيما وأن تركيا قامت بمد حكومة الوفاق بالأسلحة والذخائر فضلًا عن تسهيل عملية نقل المرتزقة السوريين للمشاركة إلى جانب قوات الوفاق في المعارك التي دارت مؤخرًا.

وينبع تأييد إيطاليا الضمني للتدخل التركي أساسا من مخاوف سيطرة الجيش الليبي، حليف فرنسا منافستها القوية على ليبيا، وهو ما يشكل تهديدا لمصالحها خاصة بعدما اتهمها قائد الجيش المشير خليفة حفتر بالانحياز إلى الإسلاميين وإلى مدينة مصراتة.

شركة “إيني” الإيطالية

ولشركة “إيني” الإيطالية استثمارات في حقل الفيل النفطي بالإضافة إلة حقل الوقاء جنوب غرب طرابس الذي تصدر من خلاله الغاز الطبيعي عبر أنبوب بحري إلى إيطاليا وأوروبا. كما تستثمر الشركة نفسها في حقل البوري للغاز الذي يقع على بعد 120 كلم إلى الغرب من طرابلس على الساحل الليبي.

اتفاقية ترسيم الحدود البحرية

ويعتقد مراقبون أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين حكومة السراج وأنقرة من شأنها أن تهدد المصالح الإيطالية في ليبيا، خاصة وأن تركيا بدأت عملية التنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط.

وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونميز أكد الجمعة أن تركيا قد تشرع في التنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر بموجب اتفاق وقّعته مع ليبيا.

هذه التصريحات دفعت إيطاليا بالتشكيك في الدور الذي تلعبه تركيا في الأراضي الليبية، لذلك تسعى روما حاليًا لإعادة علاقاتها مع حكومة السراج.

يذكر أن حكومة طرابلس منقسمة إلى تيارين، تيار يمثل تحالف الإسلاميين ومصراتة يقوده وزير الداخلية فتحي باشاغا ويعتبر حاليا التيار الأقوى، وتيار يمثل طرابلس يقوده فايز السراج.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.