زيارة حميدتي إلى إثيوبيا .. ملف سد النهضة يتصدر الأجندة
وصل نائب رئيس المجلس السيادي في السودان محمد حمدان دقلو حميدتي اليوم الأربعاء إلى إثيوبيا في زيارة تستغرق يومين لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تناقش عدة قضايا هامة بين البلدين، أبرزها بلا شك ملف سد النهضة الإثيوبي، الذي يشهد هذه الأيام مفاوضات بين الدول الثلاث” السودان، مصر وإثيوبيا”.
توقيت الزيارة
تواجد حميدتي هذه الأيام في إثيوبيا بتوقيت هام للغاية، لا سيما وأن المفاوضات حول توقيت وآلية بدء ملء خزان سد النهضة تشهد مشاكل عديدة بين الدول الثلاث، خاصة وأن سد النهضة بحسب العديد من الخبراء سيسبب مشاكل عديدة لكل من مصر والسودان، في وقتٍ يتراشق فيه الطرفان المصري والإثيوبي للاتهامات بالمسؤوية عن تعثر المفاوضات.
إلى ذلك فقد ذكر البيان أن “حميدتي” أجرى فور وصوله لمطار أديس أبابا مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، بحضور وزيري الخارجية والدفاع الإثيوبيين.
ووفقًا لموقع (عربي بوست) فقد أكد “حميدتي” أهمية تطوير العلاقات بين البلدين، وتوحيد الرؤى حول الملفات الإقليمية والدولية.
وأفاد البيان أن من المقرر أن يجري “حميدتي”، الخميس، جلسةَ مباحثات رسمية مع آبي أحمد، بشأن مسيرة العلاقات الثنائية وملفات إقليمية، لاسيما الخاصة بعمليات السلام في المنطقة.
وتابع: “كما سيلتقي حمديتي عدداً من مسؤولي الاتحاد الإفريقي (مقره أديس أبابا)، لمناقشة ملفات السلام، وخاصة في السودان ودولة جنوب السودان.
مباحثات مع كبار المسؤولين
وذكرت الوكالة الإثيوبية الرسمية للأنباء، أن حميدتي وصل إثيوبيا “في زيارة مفاجئة”، وأنه سيجري “مباحثات مع كبار المسؤولين الإثيوبيين بشأن قضايا مهمة بين البلدين” من دون تفاصيل.
ومن المنتظر، بحسب تقارير إعلامية سودانية، أن يبحث “حميدتي” مع المسؤولين في أديس أبابا قضايا ذات اهتمام مشترك، على رأسها الحدود بين البلدين وسد “النهضة” الإثيوبي.
تعثر مفاوضات سد النهضة
وانتهت في وقت متأخر الثلاثاء جولة مفاوضات حول السد بين مصر والسودان وإثيوبيا، من دون صدور بيان رسمي حول تطوراتها.
وتتواصل منذ نحو أسبوع اجتماعات ثلاثية حول السد، عبر تقنية الفيديو، لكن من دون التوصل حتى الآن إلى اتفاق، خاصة بشأن ملء وتشغيل السد، في ظل اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا.
ووقعت مصر بالأحرف الأولى، نهاية فبراير 2020، على اتفاق لملء وتشغيل السد، برعاية الولايات المتحدة ومشاركة البنك الدولي، وسط رفض إثيوبي وتحفظ سوداني، قبل أن تتحرك الخرطوم ويتم استئناف المفاوضات، التي توقفت في مارس الماضي.
أزمة سد النهضة
وفي ظل زيارة حميدتي الهامة، واصلت إثيوبيا الهجوم على مصر بسبب سد النهضة. وقال وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارغاشيو، في تصريحات لشبكة “فانا” التلفزيونية المحلية (خاصة)، إن مصر “جاءت إلى المباحثات بموقفين التفاوض، وفي الوقت ذاته توجيه اتهامات لإثيوبيا، وعرقلة المفاوضات”.
وأضاف: “مصر أيضاً جاءت وهي تسعى لتقديم شكوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة“. كما أشار إلى أنَّ مصر “تريد كل شيء لصالحها، دون الاستعداد لتقديم أي شيء”.
مصر تتهم إثيوبيا
غير أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعلن في بيان، الإثنين، أن بلاده ستضطر لبحث “خيارات سياسية أخرى تكون قادرة مسؤولة”، للحيلولة دون اتخاذ إثيوبيا إجراء أحادياً بشأن سد “النهضة” يؤثر على حقوق مصر المائية.
والسبت، قالت وزارة الري المصرية، المشاركة الأساسية باسم بلادها في المفاوضات الحالية لسد النهضة، في بيان، إن إثيوبيا “تتعنَّت”، مشيرة إلى عدم تفاؤلها بتحقيق تقدم بالمباحثات.
جاء ذلك عقب انطلاق الجولة الأخيرة من اجتماعات ثلاثية بدأت قبل نحو أسبوع بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، عبر تقنية “الفيديو كونفراس”، بشأن سد النهضة، دون الوصول إلى نتائج بشأن المفاوضات الفنية المتعثرة قبل أشهر.
جدير بالذكر أن إثيوبيا تخطِّط لبدء ملء سد النهضة في موسم الأمطار لهذا العام، والذي يتزامن مع حلول يوليو 2020.