انخفاض عدد الإصابات بكورونا في مصر يقلق السلطات.. وتفسيرات مختلفة للأمر
انخفضت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في مصر بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي جعل من العديد من الدوائر الرسمية المهتمة بالفيروس في البلاد في حالة ارتباك شديد بدلاً من الارتياح الذي من المفترض أن يعم هذه الدوائر .
تضارب في الأرقام المسجلة
وبحسب العديد من المنظمات الصحية حتى الآن لم تبلغ مصر ذروة الجائحة أو ذروة المرحلة الأولى منها، وذلك بحسب المعلومات التي تتوافر لدى وزارة الصحة المصرية وتلك الدوائر بخصوص الجائحة .
ولكن من الواضح بأن هناك بعض التضارب في الأرقام المسجلة حالياً في مستشفيات وزارة الصحة للمصفوفات والخطط الافتراضية، سواء التي عملت عليها وزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي ومعاهد البحث العلمي المختلفة.
عوامل مهمة ومصابين غير مسجلين
وتدعم حالة القلق ثلاثة عوامل مهمة، الأول هو انتشار الشهادات الطبية والأهلية، خصوصاً في محافظات الصعيد، عن استمرار وجود أعداد كثيفة من المصابين غير المسجلين، لم يتم تشخيصهم على الإطلاق، بسبب التخوف من الوصم الاجتماعي، وما يستتبع ذلك من زيادة أعداد الوفيات غير معروفة الأسباب، خصوصاً بين كبار السن.
أما العامل الثاني، فهو ملاحظة التراجع الكبير على مستوى التزام المواطنين باتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة في البلاد، وعلى رأسها ارتداء الكمامات، خصوصاً في التجمعات الخدمية والحكومية، وانعدام اتخاذها تقريباً في المحافظات، غير القاهرة والجيزة .
وهذا الأمر في مطلعه كان يُقابل بتشدد أمني كبير، لكن من الواضح بأن الأوضاع الآن صارت رخوة، وهو ما لا يستقيم مع ذلك الانخفاض في عدد الحالات المسجلة في البلاد لذلك تحدث حالة من الارتباك وسط الأوساط الرسمية المعنية بالجائحة .
زيادة عدد الوفيات
أما العامل الثالث فهو الزيادة الملحوظة في عدد الوفيات المسجلة، وغير المتناسبة مع انخفاض حالات الإصابة المسجلة أيضاً يومياً .
فحتى الأول من أمس، وصل عدد الوفيات إلى 4251، لترتفع نسبتها إلى 4.9 في المائة من إجمالي الإصابات، في استمرار لارتفاع النسبة عن المتوسط المسجل خلال الشهر الماضي، والذي كان قد وصل إلى 3.6 في المائة في بعض الأحيان، نتيجة التوسع الكبير في التشخيص واستقبال الحالات.
وهذا العامل يدل، بحسب مصادر طبية في وزارة الصحة المصرية، على أن مصر لم تبلغ بعد ذروة الجائحة، وأن السلبيات التي شابت الفترة الأولى التي بدأ الفيروس ينتشر فيها، والفترة الثانية التي تفشى فيها، لم يتم التغلب عليها حتى الآن، وعلى رأسها التعامل المتأخر مع حالات المصابين من حاملي الأمراض المزمنة، والنقل غير المبكر للمرضى إلى المستشفيات .
حالات جديدة
وكانت وزارة الصحة والسكان في البلاد قد أعلنت، مساء أمس الثلاثاء، عن خروج 549 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية .
وبذلك الإعلان ارتفع إجمالي المتعافيين من الفيروس إلى 29473 حالة حتى يوم أمس في مصر .
و تم تسجيل 676 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية .