عقب التطبيع الإسرائيلي الإماراتي الذي تم مؤخرًا، وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، اليوم الأحد، انتقادات لاذعة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، داعيًا الأخير لتقديم استقالته.
وجاءت انتقادات عريقات لأبو الغيط بسبب أن الجامعة العربية لم يصدر عنها أي موقف إلى الآن بخصوص التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وقال عريقات وفقًا لموقع تلفزيون (العربي الجديد) “إن كان لا يستطيع إصدار بيان رافض للتطبيع الذي تم بسبب خضوع الجامعة العربية لبعض الدول التي تمولها فعليه الاستقالة فورًا”.
أبو الغيط قرر الصمت
وعبر لقاء صحفي تم بتقنية الفيديو كونفرنس، مع مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين، قال عريقات: “إن أبو الغيط قرر الصمت ولا أستطيع التواصل معه منذ ثلاثة أيام”.
وألمح عريقات إلى وجود ضغوطات تمارس على الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية، بعدما طالبوا الأولى بعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية، كما شددوا على ضرورة عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامية، إلا أنهم -وفق عريقات- لم يخرجوا بأي بيان او موقف مندد للتطبيع.
علمنا بالاتفاق من وسائل الإعلام
ووجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حديثه لأحمد أبو الغيط، حينما قال: “احتراماً للذات نحن دولة عربية تم التعدي علينا أو هكذا نرى الأمور، يا أخي اجمع وزراء الخارجية العرب وفسروا لنا أن هذا الاتفاق ليس اعتداء علينا ولمصلحتنا”.
وكشف عريقات بأن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي تم بدون أي يشاورهم أحد، وأنهم علموا به عبر خلال وسائل الإعلام، داعيًا أبو الغيط لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب حتى نعلم ماهي المصلحة من ذلك الاتفاق، وماهي تقديراتكم لهذا الموقف، وما إذا كانت ستؤثر على القضية الفلسطينية، مضيفًا بلهجة حادة: “ماذا تريد أن تسجل بصمتك؟”.
صمت بسبب راتب
وانتقد عريقات، أحمد أيو الغيط مرة أخرى، حينما قال متسائلًا: هل هذا الصمت على الاتفاق بسبب راتب أو وظيفة؟ لكنه قال: أنا أعرف أبو الغيط وهو رجل عسكري مصري ابن عسكري، وهو لا ينصاع لراتب أو وظيفة، لذلك إما أن يكون له موقف بحكم منصبه أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية أوعليه أن يستقيل نصرة للقضية الفلسطينية وشهداء والجرحى والأسرى”.
تفاجأنا بجرأة الإعلان
وتابع صائب عريقات تصريحاته للصحفيين، مشيرًا إلى أنهم قالوا للإمارات يجب ألا يتم الاعتراف بإسرائيل إلا عن طريق مبادرة السلام العربية، حيث أن البيان الاخير الصادر من جامعة الدول العربية نص على ذلك الأمر.
وأبان بأن السلطة الفلسطينية لم تتفاجأ بالاتصالات التي تمت بين إسرائيل والإمارات، إلا أن المفاجاة كانت من الجرأة التي تم بها إعلان هذا القرار.
وتسائل: “على ماذا اعتمدوا حتى تكون هذه الاتفاقية على حساب الشعب الفلسطيني؟ وبغض النظر عما سوف تقوله أبواقهم التي لا تفعل سوى كيل الشتائم ليلاً ونهاراً”.
كما خاطب عريقات أبو الغيط قائلا: “أما إذا كان الأمر مرتبط بوظيفة وترقية، فإن التاريخ سيسجل ذلك، رغم أنني أدرك أن أناسا مثل هؤلاء لا يسألون ولا يهتمون بالتاريخ أو الجغرافية ولا عن سياسة، وتقدير المصالح بالنسبة لهم بسيطة ومبسطة وهذا أمر غير مقبول”.
ثالث مرة أتحدث مع أبو الغيط
وكشف عريقات أنه تحدث مع أبو الغيط ثلاث مرات حتى يعرف، موقف الجامعة من ضرورة مطالبنا بعقد اجتماع لوزراء الخارحية العرب، مضيفًا: ” لماذا لا تدعو وزراء الخارجية العرب للاجتماع وبدورهم فليرفضوا الحضور، قم بواجبك فقط، ولترفض الدول العربية”.
وشدد عريقات على أن موقف الإمارات يعتبر بمثابة الخروج عن قرارات وميثاق الجامعة العربية، مؤكدًا أن مهمة ابو الغيط هي حماية هذه القرارات والمواثيق، وإن لم يستطع تنفيذ مهامه فعليه بالاستقالة فورًا.
وختم بالقول: “حتى الآن لم نسمع منه ولا من جامعة الدول العربية أي كلمة، لذلك قد تكون الإمارات محقة في أن النظام السياسي العربي قد انهار، وإذا كان قد انهار فلتعلن الحكومات العربية ذلك لشعوبها”.
