هدوء إدلب هل يقود سوريا إلى حل سياسي؟
سريان وقف إطلاق النار الأخير في إدلب شمال غرب سوريا وآمال غالبية السوريين معقودة على تحريك المسار السياسي للحل، الذي من شأنه أن يقود إلى حالة استقرار مرحلية، بعيدة عن الحرب والدمار.
وعلى وقع الهدوء الحذر الذي لا يزال يسود جبهات إدلب ، تثار تساؤلات عن ما إذا كان تراجع آلة الحرب، من شأنه إفساح المجال أمام العودة للحل السياسي، في حين أبدت أوساط المعارضة السورية تشاؤما حيال تحقيق ذلك.
ونقلت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري، الثلاثاء، عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، تأكيدها وجود مساع دولية، لعقد جولة جديدة للجنة المصغرة لمناقشة الدستور، في جنيف قبل نهاية مارس الجاري.
جهود أممية
وفي فبراير الماضي، كان المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، قد أكد تواصل الجهود الأممية لتضييق هوة الخلاف من أجل استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.
وقال: “لدينا أمل في تسوية الخلافات، ودعوة اللجنة إلى اجتماع في القريب العاجل”، مؤكدا عزمه العمل على مواصلة الحوار مع النظام السوري وفصائل المعارضة، وكل الأطراف المعنية بالأزمة السورية.
عدم جدية النظام
وفي هذا السياق، قال الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة السورية هادي البحرة، وفقًا لموقع (عربي 21) إن إصرار النظام على المضي بالسعي نحو وهم حسم عسكري في إدلب شمال غرب سوريا وتصعيد أعماله العدائية تجاه المدنيين والسعي لقضم المزيد من الأراضي، يشير بشكل واضح إلى عدم جديته تجاه العملية السياسية.
وقال البحرة، لا بد أن يتحول وقف إطلاق النار، إلى وقف شامل مع آليات رقابة وردع يحقق الهدوء ويؤمن البيئة المناسبة لتحريك العملية السياسية وكي تتحرك بشكل مجدي.
اتفاق روسي تركي
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي، توصلهما إلى اتفاق يقضي وقف إطلاق النار في إدلب، عقب توقيعهما على مذكرة تفاهم من شانها أن توقف نزيف الدماء ولو إلى حين.
في وقت رحبت فيه المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، خلال مؤتمر صحفي عقدته في مكتب الأمم المتحدة في جنيف باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي تم التوصل إليه بين الرئيس التركي ونظيرة الروسي في موسكو.
وشددت بيرز على ضرورة استمرار إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين دون انقطاع، الأمر الذي يشير إلى أن أحوال السكان المدنيين الذين ظلوا يعانون طوال الأشهر الأخيرة الماضية سيجدون متسعًا من الطمأنينة عقب قتال عنيف تسبب في سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء.
إدلب .. سوريا مصغرة
من جانبه، قال عضو “هيئة التفاوض” التابعة للمعارضة، يحيى العريضي، إن “من الواضح أن إدلب التي تحولت إلى سوريا مصغرة، تشهد صراعا تركيا روسيا إيرانيا، تحرك الولايات المتحدة خيوطه، والنظام السوري في هذه المعادلة ليس إلا تفصيلا بسيطا”.
وأوضح طبيعة الصراع في إدلب من وجهة نظره، فقال: إن “روسيا وتركيا تريدان إزاحة إيران، وكذلك الولايات المتحدة، من جانب آخر تريد روسيا وإيران إخراج تركيا، كذلك حاولت إيران قبل أسابيع سحب تركيا إلى جانبها من وراء روسيا، لكنهم فشلوا”.
وتابع العريضي، بأن إيران التي استشعرت بوجود محاولات استبعادها من الملف السياسي، عمدت إلى تعطيل تلك المساعي بالعمل العسكري على الأرض، مؤكدا في هذا الصدد أن “إيران هي المسؤولة عن الرد التركي العسكري العنيف في إدلب”، وذلك في اتهام منه لإيران بالمسؤولية عن مقتل العشرات من الجنود الأتراك في إدلب.
واشنطون تعرقل الاتفاق
والجمعة، كانت الولايات المتحدة، قد عرقلت تبني مجلس الأمن الدولي إعلانا يدعم الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، بناء على طلب روسيا، حسبما ذكر دبلوماسيون بعد اجتماع مغلق.
وأفاد الدبلوماسيون من دون الكشف عن أسمائهم، أنه عندما طلب السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا من شركائه الـ14 في مجلس الأمن تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي التركي، قالت واشنطن “إنه لأمر سابق لأوانه”.