مصر تدخل اليوم الرابع من حظر التجوال.. وتخوف من تراخي الشرطة مع المواطنين
دخلت مصر اليوم السبت رابع أيام حظر التجوال الجزئي الذي يبدأ من السابعة مساء إلى السادسة صباحاً وذلك بمزيد من التدابير المفروضة للحد من التجمّعات ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد .
غلق المجمعات التجارية
ويتم الجمعة والسبت من كل أسبوع، ولأول مرة منذ 2011، غلق كامل للمجمعات التجارية (المولات) ومحال بيع السلع والخدمات على مدار الساعة .
ويستثنى من ذلك الغلق الصيدليات والبقالات بجانب مراكز الرعاية الصحية، وهو الغلق شبه الكامل الذي تسبّب في اليومين الماضيين في ارتباك واسع بالعاصمة المصرية القاهرة ومراكز المحافظات، بسبب تهافت المواطنين على شراء السلع الغذائية، تحديداً من المتاجر الكبرى الموجودة في المجمعات التجارية .
أزدحام كبير
وتسبّب الغلق وحظر التجوال بازدحام غير مسبوق في خطوط المواصلات المختلة، وارتباك مروري حاد في الساعات الأخيرة قبل تطبيق الحظر .
وأسفر الغلق في منطقة الصف في الجيزة عن حادث مروري أمس الجمعة، بانقلاب مقطورة نقل كبيرة على 14 سيارة كانت متوقفة في كمين مروري لتنفيذ قرار حظر التجول على كل الطرق العامة، راح ضحيته نحو 18 قتيلاً، فيما يرقد 15 في حالة حرجة .
اختلاف مواقف
ويختلف حظر التجول الحالي في مصر عن الذي فرضته السلطات في العام 2011 خلال أحداث ثورة يناير، ولسبعة أشهر بعد خلع حسني مبارك، وعن الحظر الذي فُرض في عام 2013 بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة .
والجهة المنوط بها التنفيذ داخل المدن بشكل أساسي هي وزارة الداخلية المصرية بدلاً من القوات المسلحة، التي تسلمت فقط مهمة حظر التجول بين المحافظات طوال ساعات الحظر المحددة، وكذلك الوجود المكثف حول مقارها المختلفة في المنطقة المركزية والمحافظات المختلفة .
احتكاك أفراد الجيش بالشارع
وتم الاتفاق على هذا التوزيع بقرار من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، استجابة للتخوفات التي طرحتها قيادة الجيش عليه الأسبوع الماضي .
وذلك بشأن خشية احتكاك أفراد الجيش بالشارع، وبالتالي زيادة فرص تعرضهم للعدوى .
وارتأت وزارة الدفاع أن الدفع بالأفراد لمتابعة تنفيذ قرار حظر التجول في البلاد، كما كان الوضع في 2011 و2013 عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، يمكن أن تكون له أضرار يصعب تلافيها في الوقت الراهن، ما دفعها للمطالبة بأن يتضمن المقترح آليات لتقليل الحاجة للتواصل المباشر بين أفراد الجيش والمدنيين .
تشكك في صرامة أفراد الشرطة
وتعتبر مهمة إسناد إدارة حظر التجوال للشرطة غير مرحب به تماماً من عدة جهات رسمية في الدولة، وذلك بسبب سابقة وضوح قصور تعامل الشرطة مع الجماهير على نطاق واسع في مناسبات سابقة، خصوصاً في الأقاليم والأرياف .
وتزداد العلاقات الموثوقة بين ضباط وأفراد الشرطة والخفراء وحتى المجندين، وبين العائلات والأفراد، ما يشكك في كفاءة وصرامة حظر التجول .
وفي السابق تم تسجيل العديد من الملاحظات على أداء الشرطة في الفترة الأولى من تعامل الحكومة مع أزمة كورونا .
وكانت قيادات في المخابرات العامة بالدولة قد وجهت انتقادات لاذعة للشرطة، بسبب ما وصفه بتراخيها في تطبيق قرار غلق المقاهي وأماكن التجمع الأخرى من السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً، وعدم تنفيذ القرار بالمرة في بعض المناطق في صعيد مصر .