كورونا يضرب اقتصاد المغرب .. السياحة الأكثر تأثرًا
لا يختلف اثنان على أن فيروس كورونا المستحدث ألقى بظلاله السالبة على العالم أجمع، وبما أن اقتصاد المغرب ليس بعزلة عن العالم فقد كان له نصيب مقدر من الأضرار التي لحقته، لا سيما قطاع السياحة المغربية.
ففي تقرير نشرته وكالة (الأناضول) للأنباء، أوضحت من خلاله مدى العقبات التي تقف أمام اقتصاد المغرب بسبب تفشي فيروس كورونا ومخاطره المحدقة على العالم أجمع، مشيرًا إلى أن صناعة السياحة في المغرب ستكون من أبرز القطاعات المتأثرة بانتشار الوباء عالميًا خاصة في الأسواق الرئيسة للمغرب، ممثلة بالاتحاد الأوروبي وأمريكا، ودول جنوب وجنوب شرق آسيا.
ويتوقع مراقبون مغاربة، تضرر القطاع السياحي الذي يعتبر ثاني أكبر مصدر في اقتصاد المغرب للعملة الأجنبية، خصوصًا أن أغلبية السياح الذين يزورون البلاد يأتون من أوروبا، التي سجلت معدلات مرتفعة من حالات الإصابة بالفيروس.
وفي وقت سابق أمس الأحد، أعلن المغرب، تسجيل 10 حالات جديدة بفيروس “كورونا”؛ ليرتفع إجمالي المصابين في البلاد إلى 28.
تراجع اقتصاد المغرب
رئيس المندوبية السامية للتخطيط (رسمية مكلفة بالإحصاء)، أحمد الحليمي، قال يوم الأربعاء الماضي، إنه “يتوقع تراجع نمو اقتصاد المغرب لأدنى مستوى منذ 20 عامًا، بسبب الجفاف، وانتشار فيروس كورونا”.
وأضاف الحليمي في تصريح لوكالة بلومبيرغ الاقتصادية: “مندوبية التخطيط ستخفض توقعاتها لمعدل نمو الاقتصاد المغربي لعام 2020 بنسبة الثلث، إلى 2.2 بالمئة”.
لجنة اليقظة الاقتصادية
وإزاء هذه التطورات، أعلنت الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، إنشاء “لجنة اليقظة الاقتصادية” لمواجهة انعكاسات وباء فيروس “كورونا المستجد” على اقتصاد المغرب ، وتحديد الإجراءات المواكبة.
وقالت وزارة المالية والاقتصاد، في بيان، إنه “في إطار الجهود الاستباقية التي تقوم بها الحكومة لمواجهة الانعكاسات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لوباء كورونا على الاقتصاد الوطني، تم إنشاء لجنة اليقظة الاقتصادية على مستوى الوزارة”.
وستعمل اللجنة، على “رصد آني للوضعية الاقتصادية الوطنية، وتحديد أجوبة فيما يتعلق بمواكبة القطاعات الأكثر عرضة للصدمات الناجمة عن هذا الوباء”.
2020 سنة الاقتصاد الصعبة
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، عمر الكتاني: “قطاعات اقتصادية واعدة بالبلد، مرتبطة مباشرة بالسوق الأوروبية، وبالتالي التأثير الاقتصادي لانتشار فيروس كورونا بأوروبا، سيلقي بظلاله على المغرب“.
وذكر أن الوباء يتزامن مع انحباس للمطر، “وبالإضافة إلى تأثير انتشار فيروس كورونا، أتوقع أن تكون سنة 2020، صعبة من الناحية الاقتصادية”.
وزاد: “لن يكون باستطاعتنا تحقيق نفس الأرقام المتعلقة بمداخيل العملة الصعبة، المتأتية مع العمال المغاربة بالخارج”.
ارتفاع الأسعار
على ذات المنحى الاقتصادي، أكد وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي في المغرب السيد مولاي حفيظ العلمي، وجود “زيادة طفيفة” في أثمان بعض المنتجات الغذائية بالمملكة، على خلفية وضعية فيروس كورونا المستجد.
وبحسب وكالة المغرب العربي للأنباء فان جلسة الحكومة يوم الخميس الماضي استمعت إلى وزير الثقافة والشباب والرياضة، السيد الحسن عبيابة، حول تأثير فيروس كورونا على قطاعي الصناعة والتجارة.
وجاء في تقرير الحكومة أنه تمت ملاحظة زيادة طفيفة في أثمان بعض المنتجات الغذائية، وزيادة كبيرة في أثمان مواد النظافة“،وأن “سلاسل التموين الصناعية لا تتوقع اضطرابات مهمة على المدى القريب.
جفاف الأراضي الزراعية
ولا تأتي المصائب فرادى كما يقال، حيث أثار الجفاف الذي يزحف بقوة في المغرب، مخاوف واسعة لدى المزارعين حول مصير أنشطتهم، الأمر الذي استنفر نواباً في البرلمان، يطلبون استدعاء وزير الفلاحة والصيد البحري، من أجل توضيح حقيقة الوضع والتدابير المزمع اتخاذها من أجل دعم المزارعين ومربي الماشية.
وفي السياق يتوقع المزارعون في مثل هذه الظروف، أن تعمد الحكومة إلى تقديم دعم كما حدث في فترات سابقة، عندما كانت تتخذ قرارات من أجل دعم بعض المدخلات أو تأجيل الوفاء بديون صغار المزارعين.