الاعتقالات تتواصل في السعودية.. و بن سلمان يعزز قبضته
تعيش الأوساط السياسية في المملكة العربية السعودية في هذه الأيام على وقع الاعتقالات التي طالت كبار الأمراء في المملكة من قبل السلطات العليا بينهم شقيق الملك سلمان حيث وصل العدد الكلي للاعتقالات حتى اليوم 20 أمير.
وتأتي تلك الاعتقالات بتدبير انقلاب بهدف إطاحة ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الحاكم الفعلي للبلاد، بحسب ما أكّدت ثلاثة مصادر لوكالة فرانس برس السبت .
وتعتبر حملة الاعتقالات هذه هي الثانية من نوعها في ظرف الشهور الثلاثة الماضية، وهو ما يشير إلى أن هناك العديد من التحفظات على نظام الحكم الذي يتبعه ولي العهد محمد بن سلمان .
وكان موقع ميدل إيست آي الإخباري قد نقل في تقرير خاص كتبه ديفد هيرست إن ما يصل إلى عشرين أميرا اعتقلوا في هذه الحملة، أبرزهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، آخر من بقي على قيد الحياة من أشقاء الملك سلمان بن عبد العزيز .
وبيّن التقرير أن ثلاثة أسماء أخرى تكشفت حتى الساعة، وهم الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز نجل الأمير أحمد شقيق الملك، والأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، وأخوه غير الشقيق الأمير نواف بن نايف .
وتشير العديد من التقارير إلى أن الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز الذي يرأس هيئة استخبارات وأمن القوات البرية هو أرفع ضابط بالقوات المسلحة السعودية يُعرف نبأ اعتقاله ضمن الحملة .
أوامر ملكية
وأوضح التقرير أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمر أمراء آل سعود بكتابة تغريدات على تويتر تعبر عن ولائهم له عقب الاعتقالات، وأشار إلى أن ثلاثة أمراء نشروا فعلا تغريدات بهذا المعنى .
وكشفت وكالة رويترز تفاصيل أخرى عن الحملة، إذ نقلت عن أربعة مصادر قولهم إن الأمراء اعتقلوا بدعوى “التخطيط لانقلاب”، وإنهم متهمون بـ”الخيانة” .
وقال مصدران، أحدهما من المنطقة، إن احتجاز الأمير محمد بن نايف وأخيه غير الشقيق نواف كان أثناء وجودهما في مخيم خاص في الصحراء أمس الجمعة.
الخدعة
وذكرت إحدى الروايات أن الأمير أحمد بن عبد العزيز عندما عاد من رحلة صيد، وصلته رسالة من الديوان الملكي تدعوه لمقابلة الملك لمناقشة موضوع الأمير المعتقل فيصل بن عبد الرحمن، وهناك فوجئ الأمير أحمد باعتقاله. وتشير هذه الرواية إلى أن الملك -في الأغلب- لا يعلم بما حدث .
وشملت الاعتقالات الجديدة الأمير فهد بن عبد الله بن محمد، وهو أحد الأمراء الذين سبق اعتقالهم في فندق الريتز كارلتون بالرياض في حملة جرت في نوفمبر 2017.
إحكام السيطرة
وقال مصدر لوكالة رويترز إن محمد بن سلمان (34 عاما) ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد اتهم المعتقلين “بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأميركيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب”.
واعتبر المصدر أن بن سلمان “عزز بهذه الاعتقالات قبضته على السلطة بالكامل. انتهى الأمر بعملية التطهير هذه”، مشيراً إلى أنه لم يعد أمامه الآن أي منافسين يمكن أن يعترضوا على اعتلائه العرش .