الحكومة الإسرائيلية الجديدة .. كورونا يبعثر الأوراق
بدا رئيس تحالف “أزرق-أبيض” بيني غانتس الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بحصوله على تفويض 61 من أعضاء الكنيست، بيد أن هذا الحظ أضحى رهينة لخلافات داخلية في تحالف غانتس الذي يعارض تشكيل حكومة أقلية بدعم القائمة المشتركة.
ولم تتوقف المعيقات والعراقيل على المعارضة الداخلية في “أزرق-أبيض”، بل تخطت أيضا تعقيدات المشهدين السياسي والحزبي التي تعكس الخلافات الداخلية والشرخ في المجتمع الإسرائيلي، وهي الحالة التي تعمقها أزمة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
مُعيقات
وفي ظل المعيقات وسعيا منه لرأب الصدع وترتيب البيت الداخلي، يراهن غانتس -الذي حصل على تكليف من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ومهلة 28 يوما تنطلق اليوم الثلاثاء لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة – على دعم المشتركة والتصويت لمرة واحدة على توليه رئاسة حكومة أقلية كخطوة أولى لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
تقديم تنازلات
لكن محللين أجمعوا على أن القائمة المشتركة تشكل بالنسبة لغانتس ورقة ضغط على نتنياهو و”كتلة اليمين” لتقديم تنازلات قد تمكنه من التوصل إلى تفاهمات وتوافقات لتشكيل الحكومة، وفقًا لموقع (الجزيرة نت)، علمًا أن نتنياهو يوظف أزمة كورونا كورقة ضغط بغية تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسته، وذلك سعيا منه لإحراج غانتس أمام الرأي العام الإسرائيلي وإجباره على تقديم التنازلات.
أزمة كورونا
وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي، يعتقد محرر الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوسي فيرطر أن السيناريو الأقرب إلى الواقع والذي عكسته نتائج الانتخابات للمرة الثالثة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب بين نتنياهو وغانتس، لكن تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو يصعب إمكانية تحقيق هذا السيناريو كنوع من الوحدة الوطنية في حالة الطوارئ في ظل أزمة كورونا التي تعصف بالبلاد.
تعميق الشرخ
ويستبعد فيرطر إمكانية نجاح نتنياهو أو غانتس في تشكيل حكومة بشكل منفصل، وذلك يعود لتعميق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي، والخلافات الداخلية بين الأحزاب اليهودية بشأن هوية الدولة، وقضايا الإكراه الديني واعتماد التشريعات التوراتية مقابل الدفع نحو تكريس أسس الديمقراطية والعلمانية، وتباين المواقف بين العلمانيين والمتدينين، وصعود تيار الصهيونية الدينية.
ورغم حصول غانتس على تفويض من 61 عضوا في الكنيست لتشكيل الحكومة وضمنهم نواب القائمة المشتركة الـ15 فإن محرر الشؤون الحزبية يعتقد أن غانتس لن يتمكن بهذا التفويض من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتكون مستقرة.
تحالف هش
ومن ناحية أخرى، يرجح محلل الشؤون الحزبية أنه لا توجد لنتنياهو في ظل هذه الظروف احتمالات لتشكيل أي حكومة عدا الحكومة الانتقالية التي يتمسك بها منذ عام ونيف، مبينا أنه حتى لو تم تجاوز الخلافات بين غانتس ونتنياهو وتفادي الشكوك وتشكيل حكومة وحدة وطنية فإن تحالفا من هذا القبيل سيكون هشا وبين الضعفاء، ولربما يعكس ضعفهما أو قوتهما.
تعهدات نتنياهو
وتعهد بنيامين نتنياهو، بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية “في غضون أسابيع” إذا ما أعيد انتخابه في غضون أسابيع في خطوة تهدف إلى تعزيز قاعدته اليمينية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “لجنة الخرائط الأمريكية الإسرائيلية المشتركة بدأت عملها قبل أسبوع”.
وتطرق نتنياهو أيضًا إلى أولوياته الأخرى ومن بينها توقيع معاهدة دفاعية “تاريخية” مع الولايات المتحدة و”القضاء على التهديد الإيراني”، دون تقديم مزيد من التوضيح.
أول تصريح
صرح زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس بعد تكليفه من الرئيس الإسرائيلي روؤبين ريفلين قائلاً :” سأقوم بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتصبح ذات قاعدة عريضة ووطنية قدر المستطاع أخدم فيها كل الناخبين وأقود البلاد لمواجهة فيروس كورونا وفيروس الانشقاق”.
يذكر بأن غانتس حصل على دعم 61 من أعضاء البرلمان الإسرائيلي البالغ عددهم 120، لكن سبيل الإطاحة بنتنياهو قد يكون ما يزال صعبًا، ويجرى على نطاق واسع بحث تشكيل وحدة وطنية مع نتنياهو.