تربط الحكومة المصرية والمجلس الانتقالي السوداني علاقات دبلوماسية مميزة، ما جعل العديد من السياسيين في البلدين يصفون العلاقة ما بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان بالجيدة .
علاقات مميزة
ولا شك أن العديد من الملفات المشتركة تربط البلدين ومصلحة أي دولة ترتبط بالأخري، كقضية سد النهضة والمساعدات الإنسانية في العديد من المجالات، والتي كان أخرها المساعدات الطبية التي قدمتها جمهورية مصر قبل يومين للحكومة السودانية من أجل مواجهة جائحة كورونا في البلاد .
وعقب هذه المساعدات مباشرة دارت العديد من الأحاديث في وسائل الإعلام المختلفة والتي تتحدث عن أن الحكومة السودانية ترغب في ترحيل العديد من المعارضين المصريين إلى جمهورية مصر العربية بحسب ما أوردت صفحة صوت الزانة على موقع ( التويتر )، في مارس الماضي، والتي تعتبر من الصفحات التي تدافع عن حقوق المعتقلين بكافة أطيافهم في مصر .
حفاوة كبيرة
وهو الامر الذي قابلته الحكومة المصرية بحفاوة بالغة، لا سيما وأن السلطات المصرية تأمل في أن تقوم الحكومة السودانية بهذا الأمر في أسرع وقت ممكن، حتى ينال هؤلاء المعارضين ما يستحقونه في نهاية الأمر، إما إطلاق السراح وإما الإعتقال في السجون .
وراى العديد من الخبراء السياسيين بأن هذه العملية هي ردة فعل طبيعية بعد أن قامت الحكومة المصرية بتقديم المساعدات للحكومة السودانية، في حين أن أخرين ينظرون للموضوع بمنحى آخر يتعلق بقضايا سياسية وأمنية بحتة بين البلدين .
جدل في الشارع المصري
وصاحبت أخبار أعتقال النشطاء السياسيين في السودان وتسليمهم للحكومة المصرية الكثير من الجدل في الأيام القليلة الماضية .
إذ يرى العيد من نشطاء الرأي بأن هذه الخطوة تعتبر بمثابة الجريمة من قبل الحكومة السودانية لأن السلطات في مصر لن تتواني في معاقبتهم بأشد أنواع العقوبات .
واستشهد هؤلاء برحيل المخرج والمصور الشاب شادي حبش والذي توفى ليل الجمعة السبت الماضيين في سجن طرة جنوبي القاهرة نتيجة لأزمة صحية تتعلق بالأهمال الطبي ولم تمهله طويلاً حتى فارق الحياة .
وحدث الكثير من التعاطف في الشارع المصري برحيل الشاب لا سيما وأنه كان من المعارضين للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي .
والسبب الرئيسي الذي جعل من السلطات المصرية تقدم على خطوة أعتقال حبش هو أنه قام بإخراج أغنية مصورة تسخر من الرئيس السيسي تحت عنوان “بلحة” .
ولا زال الجدل مستمراً في وسائل التواصل الاجتماعي بالتخوف الكبير الذي يظهره الناشطين من خطوة الحكومة السودانية بتسلم المعتقلين للحكومة المصرية .
