خربشات على جدار الاتفاق الإطاري..!
من المحزن ان هنالك ايادي كثيرة داخلية وخارجية تعمل علي تعميق الأزمة السودانية بما يخدم اجندة الفاعليين الدولييّن و لن تجد طريقها الي الحلول الناجعة الا بتوافق وطني واسع تقوده قوي ثورة ديسمبر المجيدة شريطة ان يتبني قضايا العدالة والعدالة الانتقالية بصورة واضحة وان يضع الاساس السليم للتحول المدني الديمقراطي الذي يتطلب هزيمة الانقلاب و خروج العسكر من ممارسة اي نشاط سياسي او اقتصادي وان تعمل المؤسسة العسكرية والشرطية علي توحيد الجيوش والسيطرة علي الاوضاع الامنية والحد من انتشار السلاح والجريمة وخلق بيئة مستقرة سياسيا واجتماعيا ومتفاعلة اقتصاديا وثقافيا وان يكون للشباب والمرأة دور بارز في ادارة الشأن العام والمشاركة في اجهزة الحكم المختلفة بكافة مستوياتها
لذا فإننا نرى ليس من مصلحة احد التشكيك في وطنية مكونات تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير رغم الاختلاف معهم في كثير من الملفات الحساسة ذات الاهمية القصوي التي تتطلب الحسم بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض فعليهم التحلي بالصبر والعقلانية والروح الوطنية الصادقة وتغليب مصالح البلاد علي ما سواها لمعالجة أوجه القصور في ديناميكية هذا التحالف والذي قام علي التراكمات النضالية للقوي الوطنية الحادبة علي الإصلاح والتغيير لكن في من المفارقات العجيبة الرهيبة ان اقوى التيارات الوطنية التقدمية و اليسارية قد خرجت من هذا التحالف تباعا واخيرا بعد رحلة صمود ومحاولات جادة للاصلاح من الداخل ها هو حزب البعث العربي الاشتراكي يغادره وهذا الامر وحده كافي ليؤكد ان هنالك خللا كبيرا في ادارة هذا التحالف العملاق والذي بزلت مجهودات جبارة لإصلاحه ولكنها اصطدمت بتعنت كبير من بعض قادته فغادره اغلب المؤثرين واصبح تواصله مع قوى الثورة الحية متعسرا
واليوم يخرج هذا التحالف عن لاءات الثورة ويدخل في تفاوض مباشر مع القوى الانقلابية ويدعو الجميع للاصطفاف خلفه دونما يقدم نقدا موضوعيا لماهية الأسباب والدواعي التي ادت الي تصدعه وخروج قوي معتبرة من داخله؟ ويرى هذا التحالف ان دعم ومساندة الاتفاق الإطاري ليصبح اتفاقا نهائيا فيه مخرج من عنق الازمة الي رحابة العمل المؤسس لتحول مدني ديمقراطي حقيقي دونما يخبرنا عن ماهي الياته لانفاذ هذا الاتفاق ليصبح مشروع عمل قابل للإنجاز ؟ او كيفية اختيار من سيشغلون المناصب الرفيعة التي يقع علي عاتقها انجاح الفترة الانتقالية بانجاز مهام الثورة ومطلوبات التغيير؟ وماهي الآليات التي تحجم دور العسكر في إدارة المشهد والتأثير علي مجريات الأحداث؟ وماهي آليات تفكيك بنية تمكين النظام السابق؟ وكيف تتحقق العداله والعدالة الانتقالية؟ وماهو تصوره لتحقيق سلام شامل وعادل يتجاوز اتفاقية سلام السودان بمنبر جوبا الذي ساهم في إجهاض الثورة ولم ينعكس علي أصحاب المصلحة في الأقاليم البعيدة والملتهبة حاليا والتي مازالت تعاني أوضاع مأساوية تقهر إنسانية الإنسان وتشعره بالغربة في بلاده؟ كما لم يطروحوا لنا رؤيتهم في كيف سيتعاملون في ما يتعلق بالاطماع الخارجية ومهددات الأمن القومي وصراع القوي العظمي علي تقوية نفوذها للسيطرة علي مواردنا الاقتصادية وثرواتنا المنهوبة؟ وقد أعلنوا عن مؤتمرات متخصصة لمناقشة بعض القضايا دون توضيح من هم المشاركون فيها؟ وهل مقرراتها ملزمة وقابلة للتنفيذ؟ ام الامر برمته مزيد من إهدار المال العام والجهد دونما جدوى لذلك؟
و الشاهد ان العملية السياسية اليوم تحتاج لمخلص يتمثل في قوي وطنية صلبة متماسكة قوية في الطرح والمواجهة وبرنامج وطني نهضوي تعمل علي انفاذه بحزافيره ولو علي اسنة الرماح فالظرف الراهن للعملية السياسية يحتاج لمزيد من النضج والتقويم لتفضي لتحول مدني ديمقراطي تتحقق فيه العدالة المهدرة والحريات المحجوبة والحقوق المسلوبة في واقع سياسي معقد يستأسد فيه العسكر علينا باتكائه علي فوهة البندقية وباعتماده علي الحشود الطائفية والجهوية والسند الإقليمي والدولي لتمرير الاملاءات الخارجية والاجندة الجهنمية الهادفة لاجهاض الثورة وتقسيم الدولة والابقاء علي حالة عدم الاستقرار حتي ييأس الناس من جدوى التغيير فتحدث الردة الي شمولية قابضة مستبدة ويفلت الجناة من العقاب ويتعسر تفكيك بنية النظام المباد
خروج حزب البعث العربي الاشتراكي من قوي الحرية والتغيير و من قبله الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين ولجان المقاومة السودانية وبعض من منظمات المجتمع المدني واتخاذ حركات دارفور موقف مغاير للحرية والتغيير و منحاز للانقلاب تؤكد ان هذا التحالف لم يعد يمثل قوي الثورة التي انجزت التغيير السياسي في ٦ابريل٢٠١٩م بناءً علي اعلان الحرية والتغيير الذي طرحه تجمع المهنيين السودانيين في مطلع يناير من ذات العام
وعليه يتوجب علي قوي الثورة الراغبة في انجاز التغيير ان توجد صيغة مثلي للتوافق وتجنب اخطاء الماضي
واليوم مثلما خلقت الوثيقة الدستورية انقسام داخل قوي الثورة خصوصا بعد اجازة تعديلات غير دستورية عليها واعتماد اتفاقية سلام السودان بمنبر جوبا والتي افرغتها من محتواها وجاءت عالية عليها فان الاتفاق الاطاري احدث ذات الانقسام بصورة اكثر حدة ويعرض الوضع السياسي لمزيد من التأزيم وتبادل الاتهامات وصرف الانظار عن جرائم العسكر التي ترتكب في حق البلاد والعباد حيث استمرار العنف في الولايات بصورة كارثية وقتل الثوار في المواكب والتعذيب في المعتقلات وتلفيق القضايا الجنائية لهم وفوق ذلك الانفلات الامني والانهيار الاقتصادي والغلاء الفاحش الذي يحاصر الاسر والجبايات المستفزة التي تطحن الشعب وتغليه كل هذا وغيره من اهدار للموارد السودانية والسماح بعبورها عبر المطارات والموانئ وعبر القنوات الرسمية دونما سؤال عن مدى مخالفتها للإجراءات السليمة المتبعة في مثل هذه الحالات؟ يؤكد ان هنالك مافية تعمل علي تدمير القدرات الاقتصادية وتحظي بالحماية اللازمة من نافذين ضعاف النفوس لا تهمهم المصلحة الوطنية في شيء اضافة لعمق التدخلات الخارجية في تفاصيل ما يحدث في بلادنا وتجيره لمصلحتها كل ذلك يؤكد ان ما بزل لانجاح العملية السياسية غير كافي كما يؤكد حتمية فشلها وصدامها مع رغبة الجماهير في التغيير وثوابت ثورة ديسمبر المجيدة التي لن تهلل لاي عملية سياسية او تسوية تعيد شراكة العسكر في المشهد السياسي او تعتمد اتفاقية سلام السودان بمنبر جوبا او لا تعمل علي تفكيك بنية النظام البائد او تسمح بالافلات من العقاب
وعليه يتوجب علي الداعميين للعملية السياسية من قوي الثورة ان يديروا مائدة مستديرة لحوار حقيقي نزيه وشفاف لقوي ثورة ديسمبر ويخرجوا بمسودة تحوي الاشتراطات اللازمة ليصبح هذا الاتفاق الاطاري اتفاقا نهائيا متوافق عليه من قبل قوي الثورة ويقود الي تحول مدني ديمقراطي ولا يسمح بالافلات من العقاب فمسألة التباعد بين هذه القوي والانقسام الذي وقع داخلها احبط بعض من قوي الثورة الحية واغري اعوان النظام المندحر بالتحرك ومحاولة تحقيق اكبر قدر من المكاسب وتقوية طموح العسكر في الاستمرار في السلطة
كما مطلوب من القوي التي تعارض العملية السياسية ان تنظم صفوفها وتستعد لمعركة كبري مع السلطويين والانتهازيين حيث اننا سنواجه حجب للحريات ومزيد من الاعتقالات و العنف الممنهج ضد الثوار في المواكب والاحتجاجات والاضرابات السياسية والمطلبية
فوحدة الصف الثوري وانتاج قيادة موحدة اضحت ضرورة تمليها تحديات الواقع الماثل والمعقد الذي تجد فيه من قلبه معك سيفه عليك فقوي الثورة تمضي علي نهج الحسين رضي الله عنه رغم ضعف قوته المادية اختار مواجهة جيوش الباطل ليدرك النصر بالشهادة ونحن اليوم في مواجهة كل النادي القديم بتصوراته الفطيرة ومصالحه الطبقية وارتباطاته الخارجية وكارتيلاته الانتهازية نتحدي كل الصعاب والإرهاب الممنهج الذي تمارسه سلطات الإنقلاب لن يضرنا من خالفنا حتي ندرك النصر او ننضم الي قوافل الراحلين عبر بريد زخات رصاصهم الجبان لننال الشهادة بعد نيلنا شرف الاعتقال لنورث الأجيال القادمة الثبات والصمود فيكملوا المشوار في دروب الثورة و النضال للإصلاح والتغيير وتحقيق احلامنا وكل الآمال ولسان حالنا يقول نحن مرقنا يا نعيش أحرار يا نموت رجال والثورة مستمرة ومنتصرة بإذن الله
بطران
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.