إلى ماذا ستفضي قمة بوتين و أردوغان حول سوريا ؟
توترت العلاقات بين روسيا وتركيا في الفترة الأخيرة حول سوريا بعد ان صعدت أنقرة من حملاتها العسكرية على مواقع النظام السوري، والتصريحات الروسية التي حملت في طياتها تحذير لتركيا بعدم ضمان سلامة الطائرات التركية فوق إدلب .
وتأتي قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين المرتقبة اليوم الخميس أملاً في وضع حد لتوتر العلاقات بين البلدين.
وأظهرت التطورات الأخيرة في إدلب خلافاً بين تركيا روسيا كان قد خفت بعد دخول البلدين في مساري أستانا وسوتشي، وتفاهمهما على عدد من دعوات التهدئة في إدلب خصوصا، كان آخرها في 8 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان الرئيس التركي قد أكد توجهه إلى موسكو اليوم للقاء نظيره الروسي، من أجل بحث التطورات في إدلب ، وقال:” آمل هناك أن يتخذ بوتين التدابير الضرورية مثل وقف إطلاق النار، وأن نجد حلا لهذه المسألة “.
المطالب التركية
من جهته، أكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين وأردوغان سيجريان محادثات بشأن سوريا في موسكو الخميس، لكنه قال إن بلاده لم تغير موقفها فيما يتعلق بسوريا، وإنها ملتزمة كما كانت دوما إزاء دعم قتال الحكومة السورية ضد مقاتلي المعارضة.
وفي هذا السياق، صرح القيادي بحزب العدالة والتنمية الحاكم رسول طوسون للجزيرة نت أن بلاده تريد من القمة انسحاب قوات النظام السوري إلى حدود اتفاقية سوتشي، ووقف إطلاق النار، وكبح روسيا لجماح قوات النظام، مشددا على ضرورة تعهد الرئيس بوتين بالالتزام ببنود اتفاقية سوتشي.
وأضاف النائب السابق بالبرلمان التركي:” تريد تركيا أيضا تفعيل قرارات خفض التصعيد، وتفعيل اللجنة الدستورية التي عرقلها أعضاء النظام السوري لأنه لا يريد حلا سياسيا “.
من جهته، ذكر المحلل السياسي المقرب من الحكومة التركية حمزة تكين أن الرئيس أردوغان سيشارك في القمة وبيده ورقة عملية درع الربيع العسكرية التي سيضعها على الطاولة.
قضية أمن قومي
وقال تكين للجزيرة نت:” القمة ستكون معقدة، والكرة في الملعب الروسي لا التركي، لأن الرئيس أردوغان سيطلب من الرئيس بوتين إجبار النظام السوري على الانسحاب من مناطق خفض التصعيد في سوريا “.
وأضاف:” الوصول لتفاهمات جديدة أيضا مهمة صعبة، فتركيا متمسكة بمطالبها أمام الجانب الروسي، وتنازلها عن هذه المطالب ليس بالأمر البسيط كونها تتعلق بالأمن القومي التركي الذي أصبح في خطر” .
مشيرا إلى أن إدلب بالنسبة لتركيا قضية أمن قومي، وبالتالي التنازل في هذا الميدان ستكون له تبعات سلبية على تركيا نفسها.
ويتوقع تكين عدم خروج القمة بتفاهمات، وبالتالي زيادة زخم العملية العسكرية التركية في سوريا على الأرض ومن الجو، خاصة أن بلاده أثبتت تفوقا عسكريا في هذا المجال، معتقدا أن روسيا لن تتدخل بقوة للقتال إلى جانب النظام السوري ضد تركيا، فلو كانت ستتدخل عسكريا ضد تركيا لكانت دخلت منذ اليوم الأول للعملية العسكرية التركية.
اتفاق متوقع
لكن الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج خالف سابقيه بالقول:” إن فرصة قمة أردوغان بوتين في التوصل لاتفاق حول سوريا تعتبر أكبر من فرص كل اللقاءات والمحادثات السابقة “.
وأضاف للجزيرة نت:” مما يدعم وصول الجانبين لتفاهمات: بدء عملية درع الربيع التركية، وتراجع النظام جزئيا، إضافة للموقف الروسي الهادئ نسبيا، وطبيعة التصريحات المتبادلة بين الطرفين، فضلا عن الوفد رفيع المستوى الذي يعد للقمة “.
ويرجح الباحث أن يشمل الاتفاق -في حال حدوثه- تراجعا للنظام السوري عن بعض المناطق التي سيطر عليها مؤخرا، لكن دون عودة المعارضة إليها، إما بإدارة روسية منفردة أو روسية تركية مشتركة، وكذلك تأمين نقاط المراقبة التركية، وإنشاء منطقة آمنة بالأمر الواقع، وفتح الطرق الدولية.
وأوضح أن هذا الاتفاق قد لا يصمد طويلا جدا، ولكنه سيكون أقوى مما سبق، وسينزع فتيل الأزمة بين تركيا وروسيا، ويوقف العملية التركية ويحقق مطالب الطرفين إلى حد ما.
ومن جانب آخر ذكرت صحيفة “ملييت” التركية أنه في حال فشل الرئيسان في التوصل لاتفاق فإن أنقرة ” قد توسع دائرة عملية درع الربيع شمال سوريا، إلى أن يتراجع النظام السوري حتى حدود اتفاق سوتشي” وستنحو في اتجاه مسألة استخدام طائراتها إلى المجال الجوي المحظور بالشمال السوري.