البرلمان الهولندي يرفض ترحيل اللاجئين واعتبار سوريا آمنة
رفض البرلمان الهولندي اقتراحات مقدمة من أحزاب يمينية حول إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وإعلان سوريا أو مناطق فيها آمنة.
وناقش البرلمان الهولندي ، الثلاثاء 25 من أيار، وضع سوريا الأمني، واقتراحات قدمتها أحزاب اليمين المتطرفة بإعلان سوريا أو أجزاء منها مناطق آمنة يمكن عودة اللاجئين إليها.
وتمثلت اقتراحات اليمين بإيقاف منح إقامات دائمة للاجئين السوريين بعد خمس سنوات، وإرسال وفد هولندي للتنسيق مع الحكومة السورية حول عودة اللاجئين، والتعاون مع الدنمارك في خططها لإعادة السوريين.
وفي حين قوبلت هذه الاقتراحات بالرفض، اتفق الحاضرون على إجراء دراسة موسعة للمسائل التي تقف عائقًا أمام اندماج اللاجئين في هولندا.
وكانت وزيرة الدولة الهولندية لشؤون الهجرة واللجوء، أنكي بروكرز-نول، أكدت في تصريح لصحيفة “فولكس كرانت” الهولندية، في 20 من أيار الحالي، أن بلادها لن تعيد اللاجئين الذين لديهم إقامة مؤقتة إلى سوريا، لما قد يلحقه ذلك بهم من خطر جسيم.
والعام الماضي جددت هولندا اعتبار سوريا بلد غير آمن، ومن المقرر أن تصدر وزارة الخارجية الهولندية تقريرًا رسميًا جديدًا في هذا الخصوص قبل الصيف الحالي.
أفردت صحيفة الغارديان البريطانية، في عددها الصادر اليوم، تقريراً للحديث عن معاناة اللاجئيين السوريين النفسية والعقلية جرّاء الحرب السورية.
وقالت الصحيفة في تقريرها، اليوم الإثنين، أن “أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين يعانون من أعراض نفسية خطيرة، بعد 10 سنوات من اندلاع الحرب”.
من جانبها، وبعد أن قامت بدراسة استقصائية عن السوريين النازحين، دعت جمعية خيرية بريطانية إلى مزيد من الاستثمار في خدمات الصحة العقلية للاجئين في عدة دول بعد أن وجدت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) منتشرة على نطاق واسع بين اللاجئين.
وانتهت الدراسة التي شملت 721 سوري يعيشون في لبنان وتركيا ومحافظة إدلب التي تقع شمال غرب سوريا، إلى أن 84% لديهم على الأقل 7 من أصل 15 من الأعراض الرئيسية لاضطراب ما بعد الصدمة.
بدورها، أكّدت منظمة الإغاثة السورية أن اللاجئين والنازحين داخلياً بسبب النزاع يكافحون من أجل الحصول على الدعم.
كما أشارت المنظمة إلى أن 15% فقط من اللاجئين في لبنان متاح لهم علاج الصحة العقلية، بينما لا يتجاوز الرقم 1% للاجئين في إدلب.
وعقبت الباحثة الأمريكية في مجال الصحة العقلية بين النازحين السوريين، ديانا ريس، على تقرير “الإغاثة السورية”، قائلة: إن “مسح إغاثة سوريا لم يكن كبيراً بما يكفي لاستخلاص استنتاجات منه، لكنه أظهر الحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه القضية”.
مضيفة: “نحن نعلم حقيقة أن هناك تأثيرات متعددة الأجيال لاضطراب ما بعد الصدمة والصدمات على السكان. كما نعلم أن هذا سيؤثر على الأطفال الذين ولدوا خلال النزاع”، مؤكدة أنه “من المهم معالجة الصحة النفسية والصدمات، خاصة وأن العديد من السوريين يشعرون الآن أن الحرب قد نسيت”.