الفصائل الفلسطينية .. حلم التوحد بعد مخاطر “صفقة القرن”

رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية رفقة الرئيس أبومازن / Middle East Monitor
0

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمعروفة باسم “صفقة القرن”، تعهدت الفصائل الفلسطينية بعقد لقاءات مكثفة لإتمام مصالحة تمكنها من مجابهة خطط ترامب.

ورغم إعلان الرئيس أبومازن عن إرسال وفد لقطاع غزة للقاء حركة حماس من أجل بحث سبل إتمام المصالحة، لم يصل الوفد إلى الآن في ظل اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن تعطيل اللقاء.

ومع تبادل الاتهامات واستنكار فتح قيام حماس باستدعاء بعض كوادرها في غزة، بات من المهم الإجابة على تساؤل مهم بشأن أسباب تأخر مصالحة الفصائل الفلسطينية .

جهود روسية

الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، قال إن “روسيا تبذل جهودا كبيرة لتحقيق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية ، وهي كانت حاضرة على الدوام في عملية السلام منذ مؤتمر مدريد لعام 1991”.

وأضاف في تصريحات لوكالة (سبوتنيك) للأنباء، أنه “في ظل انسداد عملية السلام خاصة بعد إعلام أمريكا عن صفقة القرن والتي تتنكر للقانون الدولي والحقوق الفلسطينية، ترى موسكو أن إطلاق المفاوضات على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام”.

رفض التوقيع

وأشار شعث إلى أن “حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضا في 2019 توقيع البيان الختامي في موسكو بعدما تم الاتفاق على كافة التفاصيل حينها، لكن عودة إطلاق الحوارات تصب في صالح تحقيق المصالحة”.

وأكد شعث أن “لا خلاف قائم على الموقف من الخطة الأمريكية، أو في البرنامج السياسي، الخلافات ثانوية وليست جوهرية”.

وفيما يخص تأخر تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ، قال: “السبب تلكؤ حركة حماس في الاستجابة لدعوة الرئيس أبومازن في خطابه بشأن صفقة ترامب بضرورة عقد حوار وطني عاجلة في مدينة غزة“.

الوحدة مهمة بعد صفقة القرن

من جانبه قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة، إن “لا حقيقة حول وجود اعتقالات لأعضاء من حركة فتح في قطاع غزة، وذلك لأن هناك حالة من تفريغ السجون بسبب انتشار فيروس كورونا”.

وأضاف، أن “الوحدة الوطنية مهمة، والمصالحة القائمة على أساس الشراكة الوطنية بين الكل الفلسطيني هو المهم، ونتمنى نجاح كافة المفاوضات التي ترعاها روسيا ومصر وبعض الدول العربية في جمع الفصائل والقوى الفلسطينية على طاولة تفاوض واحدة”.

وأشار إلى أن “المصالحة لا تعالج بالتصريحات لكن عن طريق سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف التنسيق  الأمني، والعمل على وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن”.

مصالحة الفصائل وصفقة القرن

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إن استراتيجية الحركة قائمة على ضرورة الوحدة الفلسطينية.

وتابع “قدّمنا الكثير من التنازلات للوصول إلى رؤية فلسطينية واحدة، وعرضنا 4 خيارات. الخيار الأول إجراء انتخابات عامة، والخيار الثاني انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني خارج رام الله، ليتمكن الجميع من المشاركة، والخيار الثالث هو إمكانية عقد المؤتمر الوطني الفلسطيني في القاهرة، أما الخيار الرابع فهو أن تؤلف حكومة وحدة وطنية فلسطينية”.

إدانة للصفقة

وأدان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، الأربعاء، مشاركة سفراء عدد من الدول العربية (الخليجية)، في مؤتمر الإعلان عن صفقة القرن، الذي عُقد في واشنطن، في شهر فبراير الماضي.

وقال هنية، في تصريح صحفي “نعبر عن أسفنا لحضور دول عربية إعلان (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب خطته للسلام”.

وأكد على ضرورة أن يكون الموقف العربي “مساندًا وداعمًا للموقف الفلسطيني، ولا يخرق المواقف التاريخية”.

وشارك، الثلاثاء، سفراء دول الإمارات والبحرين وعُمان في مؤتمر الإعلان عن الصفقة.

وجدد هنية تأكيد حركته على رفضها “أي اتفاق أو مشروع ينتقص من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن، في مؤتمر صحفي بواشنطن “صفقة القرن”، بحضور نتنياهو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.