بعد توقيع اتفاقية السلام في السودان.. تفائل كبير والمواطنون يأملون بغذٍ مشرق
تتواصل ردود الأفعال في الشارع السوداني عقب توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة يوم الأثنين الماضي في عاصمة جنوب السودان “جوبا”، والتي يأمل المواطن السوداني بأن يكون صداها واضحاً على تفاصيل الحياة بشكل عام .
طي سنوات الحرب
ووصِف الاتفاق بالتاريخي من قبل العديد من السياسيين في البلاد وخارجها، باعتبار أن الحرب التي بدأت في أقليم دارفور خلفت الكثير من المعاناة لسكان ومواطني الأقليم .
ولوحظ عقب توقيع الاتفاق بساعات بأن السوق السوداء في البلاد قد شهدت تراجعً كبيراً لأسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه السوداني .
ويأمل المواطن السوداني في أن يتواصل الهدوء النسبي للأحوال في الأسواق ما ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطن السوداني الذي عانى طيلة السنوات الماضية من الحروب المستمرة في الكثير من البقاع .
وبهذا التوقيع يأمل العديد من السودانيين في أن تطوى بشكل نهائي سنوات الحرب التي عملت على إرهاق البلاد كثيراً، سواء من قبل الحركات المسلحة في السابق أو من قبل الحكومة السودانية .
ارتفاع التضخم
وغابت التنمية عن العديد من المناطق في البلاد جراء الحروب المستعرة الأمر الذي أدى إلى غياب العمران والتنمية على مستوى المدن والريف بشكل عام .
وبينما غابت حركتان كبيرتان عن التوقيع هما الحركة الشعبية لتحرير السودان (جناح عبد العزيز الحلو)، والثانية حركة جيش تحرير السودان (جناح عبد الواحد نور) .
وضم الاتفاق 4 حركات مسلحة آخرى، هي: حركة تحرير السودان (جناح مني مناوي)، المجلس الثوري الانتقالي، والحركة الشعبية لتحرير السودان (جناح مالك عقار)، وحركة العدل والمساواة .
وارتفع التضخم بشكل كبير في البلاد في الفترة الماضية نتيجة للعقوبات الاقتصادية الأمريكية بجانب الصراعات بين الجماعات المختلفة، بجانب المعاناة المستمرة في تهاوى سعر العملة المحلية أمام الدولار والعملات الأجنبية الآخرى .
وخلال الفترة المقبلة يأمل عدد من الاقتصاديين وكبار التجار في البلاد خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام بأن تستمر الانتعاشة في الأوضاع العامة في البلاد بعد ان أصبح السلام أمراً معاشاً وواقعاً .
آلاف القتلى والجرحى
كما أن ديون السودان في الفترة الحالية بلغت 60 مليون دولار، بحسب ما ذكر رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك في أغسطس الماضي، حيث أن الحكومة تعمل في الفترة المقبلة على التوصل إلى تسويات مع الدائنين من أجل حل إشكالية الديون .
وفي منطقة النيل الأزرق وجنوب كردفان تأثر حوالي مليون شخص بنتيجة الاقتتال بين القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة، كما أن الصراع في أقليم دارفور تسبب في آلاف القتلى والجرحى، كما أن 2.5 مليون نازح باتو مشردين .
وعزا عدد من المتعاملون في السوق السوداء للعملات في العاصمة السودانية الخرطوم تراجع العملات، بعد أن سجل سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأمريكي 196 جنيهاً عوضاً عن 2015 في الأيام الماضية، ما يوضح حقيقة انعكاس توقيع اتفاقية السلام على الشارع الاقتصادي السوداني .