سوريا.. المشافي الخاصة وأسعار خيالية لمرضى كورونا

تبدأ أسعار اليوم الواحد بالمشفى الخاص بمليون ومئتي ألف ليرة، بينما لا تقل أجرة اليوم الواحد في الغرفة العادية عن 750 ألف ليرة
0

يحتاج المواطن السوري في حال اضطر لدخول مشفى خاص بسبب كورونا إلى 20 ضعف راتبه البالغ نحو 50 ألف ليرة، لسداد قيمة فاتورة ليلة واحدة فقط.

ومع وصول المشافي الحكومية السورية إلى طاقة الاستيعاب القصوى بالمصابين بفيروس كورونا، لا يبقى أمام من يحتاج إلى عناية مشددة سوى المشافي الخاصة التي تبدأ أسعار اليوم الواحد فيها بمليون ومئتي ألف ليرة، بينما لا تقل أجرة اليوم الواحد في الغرفة العادية عن 750 ألف ليرة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن شاهين اختصاصي الأمراض الصدرية، واصفاً الوضع بـ”المخيف”، إن “ما يحدث في المشافي الخاصة غير طبيعي. تكلفة اليوم الواحد في العناية المشددة تتراوح بين 1.2 مليون ليرة، و1.5 مليونا، (وهو ما يعادل وسطياً راتب موظف لمدة سنتين)”.

وأوضح شاهين، في حديث مع قناة “RT”، أن تلك التكلفة لا تشمل الأدوية، لافتاً إلى أن ثمة مشافي خاصة تبالغ في تقديم أدوية لم يثبت أن لها أية فائدة في علاج كورونا، مثل دواء (ريمديسيفير) والتي أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم استخدامه، كما أن تطبيقه ممنوع حسب البروتوكول العالمي، وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية التي أنتجته.

وأضاف اختصاصي الأمراض الصدرية، إن “سعر الإبرة الواحدة من ذلك الدواء يعادل 800 ألف ليرة، وإن بعض المشافي تعطي المريض 10 أبر منه”، (أي أن ثمة مرضى يدفعون 8 ملايين ليرة على دواء دون أي فائدة).

وتابع شاهين قائلاً: “هناك أدوية أخرى تعطى للمريض بمبالغ تصل إلى 300 ألف ليرة، وهكذا يكون على مريض كورونا أن يدفع أكثر من مليوني ليرة في المشفى الخاص”، (أجرة غرفة العناية المشددة، وإبرة واحدة من دواء غير معتمد دوليا، وأدوية أخرى).

لهذا يرأف الطبيب السوري محسن شاهين بأحوال مرضاه الذين يأتون إليه، ولا يحولهم إلى مشاف خاصة، بل يكتفي بتقديم العناية لهم في المنزل، وفي هذا المضمار، يقول: إن “80% من المرضى يمكن أن يتلقوا العلاج في منازلهم، والباقي يحتاجون علاجا في المشافي، بينما نسبة من يحتاجون لعناية مشددة لا تتعدى 6%”.

وأمام هذه المبالغ الخيالية في المشافي الخاصة، فإن الحل كما يراه شاهين، “يكون بتخصيص مشفى كامل، مثل مشفى “المواساة“، لعلاج مرضى كورونا، بدلا من المعتمد حالياً بتخصيص أجنحة في المشافي العامة لأولئك المرضى”.

وبعد أن شهدت الإصابات بفيروس كورونا في سوريا انخفاضاً نسبياً عادت للارتفاع حيث سجلت وزارة الصحة أمس، 171 إصابة، و10 وفيات، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 17411 حالة، فيما الوفيات ارتفعت الى 1163 حالة وفاة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.